عادل السنهورى

دعوة الكتاتنى للحوار الوطنى

الإثنين، 22 أكتوبر 2012 10:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العديد من القوى السياسية والحزبية تعاملت مع انتخابات رئاسة حزب الحرية والعدالة على أنها «شأن داخلى» لن يغير من الواقع الشىء الكثير فالوجوه متغيرة والسياسات ثابتة، والبعض رأى أن فوز الكتاتنى أو العريان لن يضيف جديدا فى المواقف السياسية للإخوان التى بدت تتقاطع مع مواقف القوى السياسية الأخرى وتنعزل عنها.

لكن المفارقة فى فوز الدكتور سعد الكتاتنى برئاسة حزب الحرية والعدالة أنه لقى ترحيبا وارتياحا ربما يكون غير معلن لدى قوى وأطراف سياسية كثيرة، بسبب الأداء السياسى المتوتر والعصبى والعنيف للدكتور عصام العريان الرفيق والصديق القديم للقوى الوطنية ورموزها منذ السبعينيات وصولا إلى بدايات ثورة يناير، فالشهور الأخيرة جاءت بالمواقف العدائية المفاجئة والتصريحات الصادمة للدكتور العريان للأصدقاء القدامى ورفقاء الحركة الوطنية من اليساريين والليبراليين الذين اتهمهم بالفشل، ومن بعدهم الإعلاميون الذين اتهمهم بالكذب وتقاضى أموال خارجية مقابل الهجوم على التيار الإسلامى. هناك حيرة بالفعل من تحولات الدكتور العريان المفاجئة ومواقفه تحتاج إلى تفسير منه، هل هى إغواءات السلطة وغرورها، أم محاولة استرضاء الجماعة على حساب الأصدقاء والرفقاء. وبعض من التقيت معهم من أصدقاء الدكتور العريان لديهم إحساس بالدهشة والصدمة والاستغراب من تحولاته الأخيرة. لذلك جاء فوز الدكتور الكتاتنى مريحا نفسيا للكثيرين خاصة أن الرجل بدأ فى أول تصريحاته السياسية بدعوة لم الشمل مع باقى القوى السياسية وعقد حوار وطنى ينزع فتيل الاحتقان بين الإخوان المسلمين وباقى التيارات والحركات الثورية والسياسية والتى كانت -للأسف- تصريحات الدكتور العريان أحد أسبابها.

الدعوة التى وجهها الكتاتنى إيجابية ومرحب بها بالتأكيد ولكن على الحزب والجماعة أن يضعا الأسس والشروط الموضوعية والمطالب الحقيقية لبدء حوار وطنى جديد مع باقى القوى السياسية وهذا بالتأكيد يتطلب تنازلات كثيرة من الجماعة وضمانات مكتوبة ومعلنة لإثبات جدية الدعوة وإنجاح الحوار والتوافق والتقارب مرة أخرى مع باقى القوى، لأن التجارب السابقة والوعود التى حصلت عليها القوى المدنية من الجماعة لم تكن بأى حال من الأحوال مطمئنة وتخلى عنها الإخوان سريعا بعد الفوز فى الرئاسة.. إثبات حسن النية أولا فى الدعوة وعدم توظيفها إعلاميا لإحراج باقى القوى السياسية، وإعلان التنازلات والضمانات ثانيا هو البداية الحقيقية لحوار وطنى جاد تكون فيه مصلحة الوطن فوق كل المصالح.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة