محمد الدسوقى رشدى

روشتة علاج أحوال الرئاسة

الإثنين، 22 أكتوبر 2012 12:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حتى تدرك أن الأزمة فى مصر عمرها طويل، وحتى تدرك أن التاريخ وفر لنا كل الأدوية لعلاجها والمولى عز وجل رزقنا بكل الأطباء القادرين على علاجها وحلها، ولكننا لا نفعل إما عن جهل، أو رغبة فى مصلحة لا يمكن أن تتحقق مع تقدم الوطن ونهضته.. حتى تدرك ذلك أدعوك لقراءة التالى من نصوص وأفكار الأمام محمد عبده.

1 - «الدِّين الكامل علمٌ وذوق، عقلٌ وقلب، برهانٌ وإذعان، فكرٌ ووجدان، فإذا اقتصر دينٌ على أحد الأمرين فقد سقطت إحدى قائمتيه، وهيهات أن يقوم على الأُخرى».. وهل يطلب أنا أو أنت أو أى عاقل سوى أن تسود هذه الفكرة وتصبح لها مصر وطنا..؟!!

2 - الكل يتحدث عن حاجة مصر لمنهج، وعن حاجة أهل السياسية والسلطة لخريطة تفكير واضحة، والمدهش أن الإمام محمد عبده وضعها من عشرات السنين ولخصها فى ثلاث خطوات أولاً: الإصلاح الدينى، وتحرير الفكر من التقليد، ثانياً: الإصلاح اللغوى، بتحرير اللغة من الشكليات والزخارف والمحسنات والسجع الذى لا يضيف إلى المعنى شيئاً، ثالثا: الإصلاح السياسى.

3 - كان محمد عبده لا يرى طريقاً للإصلاح الدينى إلا بإصلاح الأزهر، وقال فى ذلك «إن بقاء الأزهر متداعياً على حاله، فى هذا العصر، محال، فهو إما أن يعمر، وإما أن يتم خرابه»، ألا ترى أن الوقت قد حان لمساندة هذه المؤسسة بعد أن ثبت علميا وتاريخيا أن تراجعها يعنى تراجعا للعقل المصرى، وانهياره لن يأتى إلا بكابوس من التطرف والمتشددين والإرهابيين؟!

4 - الإمام محمّد عبده فى كتابه «النصرانيّة والإسلام» يجعل الأصل الأوّل لهذا الدين هو: «النظر العقلىّ». ويقول إنّه وسيلة الإيمان الصحيح: (فقد أقامك منهُ على سبيل الحجّة، وقاضاكَ إلى العقل، ومَن قاضاكَ إلى حاكمٍ فقد أذعن إلى سلطته، فكيف يمكنهُ بعد ذلك أن يجورَ أو يثورَ عليه؟)، ثم يستطرد: (إذا تعارضَ العقل والنقل، أُخذ بما دلّ عليه العقل، وبقىَ فى النقل طريقان: طريق التسليم بصحّة المنقول مع الاعتراف بالعجز عن فهمه، وتفويض الأمر إلى الله فى علمه، والطريق الثانية تأويل النقل مع المحافظة على قوانين اللغة، حتى يتفق معناه مع ما أثبته العقل).. وهل لأمراض ذلك الوطن سبب أكثر من تغييب العقل وتعطيل العمل به؟!

5 - يقول محمد عبده: (ليس فى الإسلام سلطة دينيّة، سوى سلطة الموعظة الحسنة، والدعوة إلى الخير، والتنفير عن الشرّ، وهى سلطة خوّلها الله لأدنى المسلمين، يقرع بها أنف أعلاهم، كما خوّلها لأعلاهم يتناول بها مَن أدناهم).

6 - وفى المادة الخامسة من برنامج الحزب الوطنىّ المصرىّ الذى صاغهُ الإمام فى عام 1888م مع مجموعة من شيوخ الجامع الأزهر يقول: (الحزب الوطنىّ حزبٌ سياسىّ لا دينىّ، فإنّهُ مؤلّفٌ من رجالٍ مختلفى العقيدة والمذهب، وكلّ مَن يحرث أرض مصر، ويتكلّم لغتها مُنضم إليه، لأنّه لا ينظر لاختلاف المعتقدات، ويعلم أنّ الجميع إخوان، وأنّ حقوقهم فى السياسة والشرائع متساوية، وهذا مُسلّمٌ به عند أخصِّ مشايخ الأزهر الذين يعضّدونَ هذا الحزب ويعتقدون أنّ الشريعة المحمديّة الحقّة تنهى عن البغضاء، وتعتبر الناس فى المعاملة سواء).

هل أدركت الآن أن علاج أمراض مصر السياسية والعقلية موجود فى خزائنها الفكرية منذ عقود، وأطباء العقول وفرها المولى عز وجل على مدار تاريخ هذا الوطن، ومع ذلك يأبى المرضى أن يمدوا أيديهم إلى حيث العلاج، إما عن جهل، وإما بسبب لصوص الفكر والسلطة الذين لا يريدون للناس علما ولا نورا قد يمكنهم يوما ما من كشف أطماعهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة