أظن أن المسألة تجاوزت حدود المنطق والعقل، وتصرفات وسلوكيات بعض جماهير الألتراس الأهلاوى لم تعد مقبولة، واستمرارها يثير الشكوك ويفتح الباب الواسع لتساؤلات عديدة شائكة يتداخل فيها الشأن السياسى بالشأن الكروى فى ظاهرة معقدة ومحيرة فى الطريق إلى أن تتحول إلى لغز جديد، يضاف إلى ألغاز كثيرة فى مصر الآن، فالتراخى فى التعامل مع التجاوزات، ومواجهتها بالقانون والسكوت والصمت وغض الطرف عن خرق القانون، والاعتداء على الحريات والممتلكات العامة والشخصية، واهتزاز صورة وهيبة الدولة أمام تصرفات بعض هذه الجماهير، يزيد من القلق والشك فيمن يقف خلف هؤلاء، ومن يدفع بهم للصدام، ومن يحاول استرضاءهم.. ومن أجل ماذا؟ وهل هناك شبهة سياسية فى تحركات وتجمعات هؤلاء الألتراس؟
مساء أمس الأول كنت أتابع الاقتحام الجديد لمئات من جماهير الألتراس الأهلاوى لمدينة دريم لمنع الكابتن الزملكاوى خالد الغندور من إذاعة برنامجه على شاشة دريم 1، بحجة أنه أساء إليهم فى برنامجه، وقاموا برشق أفراد الأمن بالحجارة، وأشعلوا الشماريخ، مما تسبب فى إصابة مأمور قسم أول أكتوبر والعديد من جنود الأمن بكدمات وجروح.
الاقتحام ليس الأول ولن يكون الأخير فى ظل حالة الصمت والاسترضاء، فسبقه اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامى الشهر الماضى، لمنع ظهور مدحت شلبى وأحمد شوبير، وأمام الاستجابة لمطالبهم، وتراخى الدولة، تكرر الاقتحام لمدينة دريم، وننتظر مزيدا من الاقتحامات حتى يخرج الأمر عن السيطرة تماما، وتتشكل ما يسمى بـ«دولة الألتراس» التى لا يقدر أحد على صدها وردعها، أو الوقوف فى طريق تنفيذ ما تطالب به «بقوة الدراع» وبالعنف والفوضى.
هناك من يلعب بورقة جماهير الألتراس، وتوظيف قضيتهم فى أمور سياسية، وهذا خلط ولعب بالنار، التى سوف تحرق من يلهو بها، إذا خرجت الظاهرة عن الترويض والسيطرة، فهؤلاء الشباب الجميل الذين أعجبنا تشجيعهم العصرى البديع والرائع، يتم استخدام حماسهم واندفاعهم وعاطفتهم الجياشة لأغراض وأهداف سياسية، بعيداً عن قضية القصاص العادل، والحكم فى قضية شهداء مجزرة بورسعيد.
والحديث عن « أخونة الألتراس» ورعاية ودعم أحد كبار قيادات الجماعة لهم، يتردد بقوة فى الشارع الرياضى، وهو ما يعنى أننا مقبلون على مرحلة فى غاية الخطورة، إذا تم الدفع بمشجعى الرياضة المتعصبين إلى العمل السياسى فى أسوأ صوره وأشكاله دون تربية سياسية حقيقية.