براء الخطيب

على القدس رايحين.. مهرولين ومطبعين!!

الأربعاء، 24 أكتوبر 2012 02:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أنى أفتقد التصريحات الفضائية المسلية للدكتور سيف الدين عبدالفتاح من نوعية «إلغاء معاهدة كامب ديفيد»، لكن للرجل عذره بالتأكيد، فيكفيه معاركه الدونكشيتية التى كان آخرها صراعه الفضائى مع المحامى الأشهر فى عصر المخلوع الذى أكد على أن الدكتور سيف - أعانه الله على ما هو فيه-هو أحد عملاء الدولة العظمى «قطر» التى تعتبرها إسرائيل «الدولة الصديقة الأولى بالرعاية»، لكن فيما يبدو أفادت قلة تصريحات الدكتور سيف هيبة السيد الرئيس مرسى بعد أن نالت منها عدة مرات، كما أنى أقر وأعترف بأن نجاح الدكتور الكتاتنى وترأسه حزب الحرية والعدالة «النظام الخاص العلنى للتنظيم السرى للإخوان المسلمين» قد أراح الوطن كله من ضغائن الدكتور عصام العريان التى يلقى بها على رؤوس كل معارضى الجماعة التى كانت محظورة، ولا شك أن إنشاء حزب الحرية والعدالة بصفته «النظام الخاص العلنى للتنظيم السرى للإخوان المسلمين» هو إبداع تنظيمى يرجع الفضل فيه لفضيلة المرشد خليفة فضيلة الإمام الأكبر حسن البنا الذى فاته هذا الإبداع، نظرا للظروف الاجتماعية التى رافقت تأسيسه للجماعة، وإن كان فضيلة الإمام الأكبر المؤسس قد أبدع أهم تنظيمات الجماعة والتى بدأها بالنظام الخاص وقام على بنائه الآباء المؤسسون «صالح عشماوى - حسين كمال الدين - حامد شريت - عبدالعزيز أحمد - محمود عبدالحليم» والذى كان هدفه الأسمى هو «محاربة المحتل الإنجليزى داخل القطر المصرى والتصدى للمخطط الصهيونى اليهودى لاحتلال فلسطين»، كما أن فضيلة الإمام الأكبر أبدع بقية الأشكال التنظيمية للجماعة فبدأ سلسلة من الإجراءات لتنظيم العمل المسلح، فقام بغرس البذور الأولى لثلاثة محاور سوف تلعب بعد ذلك الدور الأكبر فى عمل الجماعة، فكان المحور الأول وهو محور مدنى مسلح، وكان تحت مسؤولية عبدالرحمن السندى، وينتمى إليه المدنيون، والمحور الثانى هو نظام خاص داخل الشرطة تحت اسم «سلاح الوحدات»، وكان تحت مسؤولية اللواء صلاح شادى، أما المحور الثالث فهو نظام خاص داخل الجيش، وكان تحت مسؤولية الصاغ محمود لبيب، ويعاونه عبدالمنعم عبدالرءوف، وقد لعب هذا النظام الدور الأكبر فى حرب فلسطين، وبالتأكيد فإن الدكتور الثورى صفوت حجازى كان يعرف هذا التاريخ جيدا وإلا ما صرخ على شاشة قناة الجزيرة بشعاره الضخم الفخيم «على القدس رايحين..شهداء بالملايين»، لكن جاءت رسالة السيد الرئيس مرسى البروتوكولية لـ«الصديق العظيم» و«الصديق الوفى» رئيس دولة إسرائيل لتنسف الشعار الفضائى للدكتور صفوت حجازى وتستبدله مؤقتا بشعار: «على القدس رايحين.. مهرولين ومطبعين» لأنها - رغم بروتوكوليتها - تعكس هرولة الإخوان المسلمين باتجاه التطبيع مع إسرائيل لاسيما أن السفير المصرى الجديد قد سلم رسالته فى مدينة القدس، وهو ما لم تقم به الولايات المتحدة نفسها، وإن كنت متأكدا من أن شخصية الدكتور مرسى المحترمة لا تسمح له بهذا التودد الفج للصهيونى البولندى بيريز الذى كان هو ضابط الموساد الإسرائيلى المكلف بالتعامل وتدريب الجاسوس المصرى الشهير أحمد الهوان «رأفت الهجان» فى الفترة ما بين عام 1967 وحتى عام 1977، لكن مستشارى السيد الرئيس الذين كتبوا له هذه الرسالة ليوقع عليها قد نالوا كثيرا من هيبته وعرضوه لسخائم «شيعية إيرانية» كما جاء فى صحيفة «جمهورى إسلامى الإيرانية» والتى أكدت على أن هذه الرسالة كانت «تدل على أن مرسى صديق وفى للكيان الصهيونى، وأنه لا يختلف عن مبارك الذى أدى خدمات جلية لهذا الكيان» وهى فرية وكذبة إيرانية صفيقة لها أسباب تنافسية شيعية صفوية مع الإخوان المسلمين، وإذا كان التبرير للرسالة وصفها بأنها صيغة خطابات وزارة الخارجية المصرية حول تعيين السفراء الجدد الموحدة والتى ليس بها تمييز لأحد، وهو عذر أقبح من الذنب لأن هذه الصيغة كانت من تصميم خارجية الذليل المخلوع التى يجب تطهيرها من جذورها، لكن الصهاينة سربوا هذه الرسالة للعالم مع سبق الإصرار والترصد لتشويه صورة الرئيس مرسى، وهى ليست المرة الأولى التى تقدم فيها إسرائيل على محاولة تشويه الرئيس مرسى فمنذ شهرين تقريبا سربوا للعالم عبر الصحف الصهيونية رسالة تهنئة بعثها إلى الرئيس الإسرائيلى بمناسبة الأعياد الإسرائيلية فى تأكيد واضح لتشويه صورة الرئيس المصرى، ومما زاد المستنقع قذارة أن السفير المصرى الجديد «عاطف سيد الأهل» قد سلم الرسالة فى مدينة القدس فى سابقة لم تقدم عليها أمريكا نفسها، لأن اتفاقية «أوسلو» نصت على أن الوضع النهائى للقدس يجب أن يتحدد عن طريق مفاوضات مع السلطة الفلسطينية، التى تعتبر القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية، وقد قال الرئيس الفلسطينى محمود عبّاس - المنتخب من الشعب الفلسطينى - أن أية مفاوضات لا تتضمن الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين ستكون غير مقبولة، وكانت قبيل إعلان قيام دولة إسرائيل، كانت القدس عاصمةً إدارية للأراضى الشاميّة الخاضعة للانتداب البريطانى، أى تلك التى تشمل اليوم أراضى السلطة الفلسطينية وإسرائيل والأردن، وقد كانت القدس الغربية عاصمةً لإسرائيل من سنة 1949 حتى سنة 1967، إلا أن دول العالم لم تعترف بهذا الأمر بما أن قرار الأمم المتحدة رقم 194 كان قد نص على تدويل القدس، بعد أن خضعت القدس بشطريها لإسرائيل بعد حرب سنة 1967، أعلنت حكومة ليڤى أشكول تطبيق القانون الإسرائيلى على القدس الشرقية وامتداد نطاق اختصاص القضاء الإسرائيلى إليها، لكنها وافقت على خضوع منطقة المسجد الأقصى وقبة الصخرة لوزارة الأوقاف الأردنية، وأمرت السلطات الإسرائيلية بإقفال بيت الشرق، الذى هو مقر منظمة التحرير الفلسطينية، «وما أدراك ما منظمة التحرير الفلسطينية» فى سنة 1988 لأسباب أمنية، وفى سنة 1992 أعيد افتتاحه، والآن فإن على السيد الرئيس مرسى تطهير كل وزارة خارجيته بما فيها طبعا السفراء والصيغ البروتوكولية البالية الموروثة من نظام الذليل المخلوع ومراجعة كاملة لكل مستشاريه وتحجيم تطلعاتهم وطموحاتهم المستفزة حتى لا ينال أحد من هيبته، لأن رصيد إلصاق كل الأخطاء والخطايا بالمستشارين فقط قد أوشك على النفاد.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة