سليمان شفيق

ما بين عزبة المرشد وعزبة على حسين

الخميس، 25 أكتوبر 2012 08:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أبعد المسافة بين القاهرة والبدرمان، وما أبعد الهدف بين عزبة عبدالمسيح وميدان التحرير! شعرت بذلك التناقض يوم الجمعة 19 أكتوبر الماضى، فى القاهرة كان السؤال الرئيسى عن الهيئة التأسيسية والدستور، وفى ملوى وديرمواس وعزبة عبدالمسيح والبدرمان كان يوزع منشور بعنوان: «دم المسلم غالى» جاء فيه: «أين نصرة الدين؟ أين حرمة دم المسلم؟ تجرأ الأقباط وذبحوه وبعد الصمت قتلوه.. وعلى التراب جروه.. ولو كان واحدا منهم ما تركوه»، وينتهى البيان بالتحريض: «فهيا ننصر المسلمين يوم الجمعة من مسجد العرفانى بملوى بعد صلاة الظهر».
فى عزبة عبدالمسيح والبدرمان كان الأهالى لا يخرجون من منازلهم خشية ما قد يحدث، وفى ميدان التحرير كان أهل المحروسة يتدفقون فى مليونية «مصر مش عزبة»، فمصر عزبة حقًا سواء لأحد عتاة المجرمين، (قتل الأسبوع الماضى فى معركة بالسلاح ويدعى على حسين) وفى التحرير المقصود بأن مصر مش عزبة للإخوان المسلمين.. وفى الحالتين يظل مفهوم العزبة قابعاً فى الحشا المصرى منذ تأسيس الدولة الحديثة.. ويتلون ما بين عصابة على حسين جنائيًا أو جماعة الإخوان المسلمين سياسيًا.
تجولت الجمعة الماضى ما بين ملوى وديرمواس والبدرمان، واستمعت لعديد من الشهادات التى تقدم لنا صورة عن قرب للمدعو على حسين، فهو أحد أبناء الأسر القوية الريفية التى ترتبط بالنظام السابق ونوابه وأجهزته، لذلك لم يكن من المستغرب أن تفقد الثورة هذه الأسرة توازنها ومكانتها، ومن ثم بدأ على حسين نشاطه بالخروج على القانون تحت مظلة ذلك النظام، وكانت البداية هى انطلاق عصابة على حسين من الخروج على القانون لخدمة الحزب الوطنى إلى خدمة مصالحه الشخصية، ولأن الأقباط هم الأثرياء فكانوا المستهدفين وكانت البداية فى إبريل 2011، حيث تم خطف علاء يوسف إسكندر وفليمون صموائيل، وفرض إتاوات لا تقل عن عشرة آلاف جنيه على الأقباط والاستيلاء على (16) فدان أرض زراعية ملك ورثة كمال إسكندر، وضرب وسحل سعد تقى وحنا صموائيل، وحينما تصدى للعصابة عمدة البدرمان الحاج صابر موسى تربص المجرم لعرس أحد أقارب العمدة وقتل ثلاثة من أقاربه: محمد عبدالعال عبداللطيف، ومحمد أحمد، وظريف محمود.
وتوالت الأحداث الإجرامية، وفى سبتمبر 2011 تم قتل حمدى خليل سويحة 45 سنة، وابنه سامح «22» سنة، وبدأ يهجر من يختلف معه ويسلب وينهب منازلهم، مثل: فتحى يوسف إسكندر وأخويه علاء ويسرى، ومحسن فتحى يوسف، وناجح سمير إسكندر وإخوته عماد وسمسم وعادل وعلاء، وبدر ناجح سمير، وإبراهيم إسكندر سعيد، جمال إبراهيم إسكندر، وأخيه عاطف، وظريف نجيب، جاد وسعد تقى، وأسرة المرحومين حمدى خليل سويحة وسامح خليل سويحة ومعهم عادل عزت خليل، ورغم ذلك كانت المظاهرات التى طوقتها الشرطة فى ملوى تهتف: «لا إله إلا الله على حسين حبيب الله».
ذكرنى ذلك الهتاف الذى أراد أن يضفى ضربا من التدين على الإجرام الجنائى بهتاف البلطجة فى التحرير فى جمعة كشف الحساب «حرية عدالة مرسى وراه رجالة». هكذا تداخل الإجرام بالدين بالسياسة.. فما أقرب المسافة بين البدرمان والتحرير، وما بين رجالة على حسين ورجالة المرشد وهل يا ترى هناك فرق بين عزبة عبدالمسيح والبدرمان ومصر؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة