وائل السمرى

الحـج هجة روح من الخداع والـزور

الجمعة، 26 أكتوبر 2012 12:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تذبل البشرية إن لم يكن فيها من القلوب العامرة قلب كقلب أشرف الشافعى، ذلك الشاعر الذى لا يفصل بين قلبه وعقله فاصل، منّ الله عليه بموهبة فياضة، فصار حارسا للمحبة والرقة والعذوبة، فى إحكامه لأبياته الصافية قدرة عقلية كبيرة، لكنه لا يستسلم لجفاف العقل وحساباته فيطعم كل كلمة يتفوه بها شعرا بدفء قلبه العامر اليقظ المتدفق المثابر، فتصير قصائده سلسلة من حب صوفى خالص. أشرف كتب فى هذه الأيام العطرة العديد من الرباعيات الرائقة، حج فيها بقلبه، وصعد إلى السماء بروحه، لكنه فى وسط هذه الأجواء لم ينس مصر الحبيبة، وما تمر به من أزمات فقال:
بينى وبينــــك حلــــم يستاهل
نرويـــــه لآخـــــــر نبضتين فينا
جايز يكون تحقيقه مش ساهل
لكن وصولنـــــا لشطه يكفينــا
ماتفتحيش لعذابنــا ألف طريق
وماتخنقيش فينا البراح بالضيق
فاضل أمل جـــوانا لسـه برىء
لو ضـــاع مافيش غيـره يدفينا.
والآن أتركك مع تلك الأبيات التى عطر بها فضاءنا الصاخب:

لو ما انكتبش اننا نحضر وقوف عرفة
تكفينــــا نيتنا ف الحــج بقلــــوبنـــا
ممكن سـاعتها تروح روحنا لمزدلفة
وتشهد الجمـــــــرات بإننـــــا توبنــا
>>
نلبى ونكبــــّـر ونقرّب المســـافـات
ندعى ونستغفر ع الفتنة والخلافات
رب العبـــاد قادر يستر عيوب ما فــات
وبرحمته يجعـــــل .. الجنـــة مكتوبنــا
>>
الحـج هجة روح من الخداع والـزور
زادها الخضـوع لله ولا جــاه ولا ثروة
توبة ضمير مجــروح بيتغسل بالنور
رافع إيديه لمولاه ما بين صفا ومروة
>>
ف روحتــه وف جيتـه يتوضى من زمزم
سلم مصير دنيتـــــه للـــواحـد الأعظم
وبيدعى فى آخرته يشفع نبى أكــــرم
مين غير إلـــه منّـان يرجّــعه مجبــــــور
>>
أياك يُغـــــرك نفخـــة ولا جعـير
ربك وضــع فى الضُعفا سر كبير
القـــــوة لو بالجتــــة والعضـلات
ماكنتش قطمت قشة ضهر بَعير
>>
ألجــأ إليه مكســـور بشتد بيــه عـودى
وان تاهــت الخطــــوة يهدينى لطريقى
واخضع بقلب ذليل وابكيله ف سجـودى
يملانى ضى رضـــــاه ويبل بيـه ريقى
>>
مافيش وجـع بيـدوم على حاله
غير لما روحــك تبقى سامحاله
لو عشت خايف م الوجع يهزمك
ح تلاقى تانى الخطـــوة رايحاله
>>
يـارب مش طــالب غِـنى ولا بيت
أنا راضى بالمقسوم ولــو فتافيت
كل اللى باحلم بيه جَميل سترك
توهــبنى بيــه القـــــوة والتثبيت





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة