الرئيس مرسى لا ينام

كانت منابر المساجد فى صلاة العيد فرصة ذهبية لشيوخ سلفيين وإخوان للهجوم على كل الذين يعارضون الرئيس مرسى، وأنزل بعض هؤلاء الشيوخ صفات سيئة على هؤلاء المعارضين وصلت إلى حد اتهامهم بـ«نشر الفواحش»، غير أن السؤال: هل استطاع هؤلاء إقناع الناس بأن الرئيس مرسى يسير فى الطريق الصحيح، وأن معارضيه يقومون بتعطيل مسيرته؟

كان العيد فرصة للتجمعات العائلية والزيارات المتبادلة، وكان القاسم المشترك فى أحاديث هذه اللقاءات هو الأوضاع السياسية والعامة فى مصر، وجميعها تشكو من سوء الأوضاع الاقتصادية والخدمية، بما يعنى أن أحاديث المنابر لم تغير النظرة السلبية، فهذه الأحاديث لم تطعم الجوعى، ولم تلبِ حاجات الفقراء، ولم تقدم رؤية تحمل الأمل للغد.

ضمن خطب العيد كان القيادى الإخوانى صبحى صالح فى الإسكندرية، يقدم أغرب الآراء فى وصلة دفاع عن الرئيس مرسى وذلك أثناء خطبته فى الإسكندرية. وصف صبحى صالح المعتصمين والمضربين من الموظفين بأنهم «أداة تحركها يد الفلول وأعداء الشعب لتعطيل قطار النهضة»، وقال إن الرئيس مرسى خبير عالمى، لا ينام إلا ثلاث ساعات، وأنجز الكثير حتى أصبحنا أكثر دول المنطقة جذباً للاستثمار.

قبل أن يتولى الرئيس مرسى الرئاسة، كانت وجهة نظر صبحى صالح وقيادات الإخوان فى الاعتصامات والإضرابات تختلف جذرياً، كانوا ينظرون إلى المعتصمين والمضربين على أنهم أصحاب حق، وأن الحكومات هى التى تتحمل المسؤولية عن الأوضاع التى لم ينفع معها غير الاعتصام والإضراب كوسيلة تعبير لانتزاع الحقوق.

حين يستمع المضربون والمعتصمون من قيادات الإخوان إلى وصفهم بأنهم أداة تحركها يد الفلول وأعداء الشعب لتعطيل قطار النهضة، فهل سيمنحون بعد ذلك ثقتهم إلى الرئيس مرسى؟، ليس هذا فحسب بل إنهم سيتساءلون: أين هو قطار النهضة الذى يتم تعطيله؟

فى دفاع صبحى صالح عن الرئيس مرسى ما يثير الضحك، فحين يقول إن الرئيس ينام يومياً ثلاث ساعات فقط، سيتذكر الناس أن مثل هذه الوصلات من الدفاع كان تحدث بالضبط مع الرئيس السابق مبارك، فحسب منافقوه وقتئذ، كان مبارك لا ينام الليل وهناك مشكلة معلقة فى مصر، وكان لا يستمتع بأى إجازة كباقى المصريين، وكان يتحمل المعاناة فى السفر إلى دول العالم من أجل مصر، فهل يرد صبحى صالح بذلك الاعتبار لمبارك دون أن يدرى؟