أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

الهدنة السورية

الأحد، 28 أكتوبر 2012 10:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المسؤول عن كسر الهدنة بين القوات النظامية والثوار فى سوريا؟
الثوار يحملون نظام بشار المسؤولية، ويتهمونه بقصف السكان المدنيين فى ريف دمشق، ورجال النظام يتهمون الثوار ورجال الجيش الحر باستهداف قاعدة عسكرية فى أول أيام العيد، بعد ساعات معدودة من إقرار الهدنة، والنتيجة أن أحلام الأخضر الإبراهيمى المبعوث العربى والدولى لحل الأزمة السورية بعقد هدنة مؤقتة يمكن البناء عليها فى المستقبل لإجراء مصالحة شاملة تؤدى إلى وقف نزيف الدماء السورية، قد تبخرت تماما.

هل كان الإبراهيمى على خطأ حين فكر فى عقد هدنة بين نظام بشار وبين الثوار؟ وهل يمكن حقا أن يتم البناء على مثل هذه الهدنة لتحقيق آمال الثوار والشعب السورى فى التحرر الوطنى وإقامة الحكم الرشيد؟

فى ظنى أن فكرة الهدنة فى حد ذاتها لا تصح فى الحالة السورية، بعدما لجأ النظام الدموى فى دمشق إلى قصف شعبه عشوائيا وقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين خارج البلاد من أجل الحفاظ على سلطة غاشمة وحكم زائل لا محالة، كما أن مثل هذه الهدنة لا تصب لا فى مصلحة بشار وأعوانه الذين يحتاجون إلى فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الصفوف لمواجهة الثوار والشعب بشراسة أكبر، وإسكات الأصوات المطالبة بالحرية وإزاحة الطاغية وأزلامه عن سدة الحكم.

من ناحية ثانية، يقدم مشروع الهدنة المنهارة، صورة زائفة للمجتمع الدولى عن طبيعة الصراع داخل سوريا من حرب تحرير ضد نظام دموى لا يتورع عن قتل شعبه، إلى صراع داخلى يمكن احتواؤه بالمفاوضات، وهنا تكون للنظام الحاكم فى دمشق فرصة للمناورة وإحراز مكاسب استراتيجية فى مقدمتها الإبقاء على بشار فى السلطة مع عرض إصلاحات شكلية على مستوى تشكيل الحكومة أو حتى تولى أقطاب الثورة تشكيلها.

مثل هذه السيناريوهات لا تصب إلا فى مصلحة بشار الأسد الذى يرى جيدا أركان حكمه تتصدع إلا أنه وبحكم طبائع الاستبداد يرفض استشراف المستقبل أو الانحياز لمصلحة شعبه، مراهنا على تعقد الصراع الإقليمى وتحالفه مع طهران من ناحية، والانقسام الدولى بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين مقابل روسيا والصين من ناحية أخرى.

لا يوجد حل إذن إلا المساهمة الفعالة فى تسليح الثوار والمعارضة السورية حتى تصبح قادرة على مواجهة قوات الأسد وإسقاطه، مع استمرار انفراط قوات الجيش وانضمامها إلى الثورة وصولا لانتظار القائد الوطنى من داخل صفوف الجيش القادر على حسم الصراع والإطاحة بالطاغية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة