لن تكون عميلاً أو خائنا أو كارهاً للرئيس مرسى وراغباً فى إفشال التجربة الإسلامية فى إدارة شؤون السلطة إذا طرحت على مؤسسة الرئاسة سؤالا بريئا يقول: على أى أساس تصدر قرارات العفو بالجملة وبسرعة لقيادات الجماعات المتطرفة الموجودة داخل السجون على خلفية عمليات قتل واغتيال وتنفيذ عمليات إرهابية راح ضحيتها نساء وأطفال ورجال بالإضافة إلى مسؤوليتهم المباشرة عن ترويع آلاف المصريين وتكفيرهم وتحميل الدولة تلك الخسائر المادية والمعنوية التى تلاحق الأوطان المتهمة بالمعاناة من التطرف والإرهاب؟..
قرارات العفو عن الإرهابيين تصدر أسرع وأسهل من قرارات العفو عن شباب الثورة المعتقلين، وخروج مصطفى حمزة وأبو عقرب وقاتل فرج فودة وغيرهم من المتطرفين دون أن ترفق الدولة أسبابا واضحة لقرارات العفو ودون أن تحدد ضمانات حاسمة بخصوص تخلى هؤلاء عن أفكارهم التخريبية والإرهابية أمر يحتاج إلى مليون علامة استفهام، خاصة بعد أن يظهر قاتل فرج فودة على الهواء مباشرة ويقول بأنه ليس نادما على فعلته، وأنه لم يتخل عن فكره القديم..
لست خائناً ولا أنت أيضاً حينما تشعر برغبتك فى طرح تساؤل حول مشاركة بعض المفرج عنهم من التكفيريين فى تنفيذ عمليات تتم على أرض سيناء، لست كارهاً للدين ولا أنت كذلك حينما تطلب تفسيراً واضحاً لإعادة تمكين أصحاب الأفكار المتطرفة والإصلاح بالعنف من الأرض المصرية مرة أخرى، لست خائناً ولا كارها لمشروع الإسلام السياسى إن سألت الرئيس بأى حق أفرج عن هؤلاء؟ ليخرج محمد الظواهرى مؤكداً أن السلفية الجهادية هى الدين الحق، ويؤكد عاصم عبدالماجد أن زمن الجهاد بالمال والنفس لم ينته.
لن أخوض فى تفاصيل ولا تكهنات تخص وجود صفقات مع الجماعة الإسلامية التى يخرج أغلب أفرادها من السجون دون رؤية أو أسباب واضحة، ولكن سأرفض ويجب أن تفعل أنت مثلى هذه الرغبة فى تبرئة كل عناصر التيار الإسلامى الذين جعلوا العنف منهجا والتطرف دينا، سأقف ضد تبرئة هؤلاء الذين فجروا وقتلوا الأطفال وأرعبوا مصر بإرهابهم لسنوات طويلة، ولابد أن يعرف الجميع أن لهذا الشعب ولهذا الوطن حقوقا لا تسقط بالتقادم، ولا يمكن للعفو أيا كان شكله أن يدفنها فى باطن الأرض، ولابد أن يعرفوا أيضا أن العفو لا يستحقه هؤلاء الذين لم يرحموا مصر كلها وخرجوا من باطن الأرض يدفعهم الغدر وتغذيهم أفكار سوداء ليقتلوا السادات فى 6 أكتوبر ويحوّلوا ذكرى الانتصار إلى ذكرى للغدر والعزاء، والمنصة إلى مسرح جريمة بعد أن كانت ساحة انتصار، لهذا لا يمكن أن نسامحهم أبداً.. فنحن لا نسامح القتلة.
لن نسامح خالد الإسلامبولى وعبدالسلام فرج وعطا طايل وعباس حسين وعبدالحميد عبدالسلام وعبود الزمر وكل من شارك بالقول والفعل فى جريمة السادس من أكتوبر سنة 1981 وما بعدها من تفجيرات لأتوبيسات المدارس والأقصر والحسين، ليس فقط لأنهم غدروا بالرجل يوم انتصاره، ولكن لأنهم فتحوا الباب لطوفان من الدم والعنف لم نتخلص منه إلا قريباً، فهم لم يقتلوا السادات فقط بل اعتمدوا السلاح من بعده وسيلة للتفاهم ونشروا فى أرض العالم صورة مشوهة وشريرة للإسلام، ولهذا لا يمكن أن نسامحهم أبدا حتى وإن عاد تلاميذهم بعد كل هذه السنوات ليعترفوا بخطئهم ويطلبوا لهم العفو والغفران، حتى وإن اعترف محاموهم وأبناء جماعتهم بأنهم تحركوا نحو المنصة بقنابلهم مدفوعين بحب مصر والغيرة على الإسلام.. إنهم قتلة ولا شىء آخر، والقتل غدرا جريمة لا تسقط بالتقادم، ولا يملك حق غفرانها سوى رب كريم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة