عادل السنهورى

السلفيون والإخوان ودرس «فضيحة شفيق»

الأربعاء، 03 أكتوبر 2012 10:29 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السياسة هى فن الممكن وهى الغاية التى تبرر الوسيلة، وليس فى السياسة بمفهومها الدارج عداوات دائمة أو صداقات دائمة، وإنما هناك مصالح دائمة تسعى كل الأطراف التى ارتضت أن تمارس لعبة السياسة على أرض الواقع إلى تحقيقها، بعيدا عن الاختباء خلف ستائر وأقنعة الشعارات المزيفة والخادعة أو الاحتماء بالدين وبالأفكار المثالية التى لا تتوافق فى كثير من الأحيان مع ضرورات العمل السياسى والحزبى.

ومنذ يومين كتبت فى هذا المكان عن فضيحة اللقاءات والاتصالات التى جرت بين الفريق أحمد شفيق وقيادات من التيار السلفى وجماعة الإخوان المسلمين قبل انتخابات الرئاسة، وهى الفضيحة التى مازالت تفوح بتفاصيلها كل يوم. وكان الغرض ليس اتهام أطرافها بارتكاب جريمة يعاقب عليها القانون بقدر إقرار حقيقة ثابتة حاولت تيارات الإسلام السياسى حديثة العهد بالعمل السياسى إنكارها والقفز عليها وخلطها وتلبيسها بشعارات دينية بعد أن رأت النور بعد ثورة يناير، وهى أن النزول إلى ملعب السياسة يختلف عن الجلوس فى مقاعد الدعوة والفتوى ومغازلة العاطفة الدينية واللعب بمشاعر الناس بورقة الدين، وأظن أن الكل أدرك وأيقن الآن بعد فضيحة شفيق أن عملية الخلط والتوظيف السياسى للدين وخداع الناس لم يستمر طويلا، وأن الأقنعة الزائفة لابد أن تسقط مهما طال الزمن.

لم أقصد الهجوم على شخص الشيخ الدكتور ياسر البرهامى نائب رئيس الدعوة السياسية التى أغضبت بعضا من مريديه الذين انبروا للدفاع عنه، وإنما توضيح وتأكيد أن الرجل فى لقائه ومعه آخرون كان يمارس السياسة بعيدا عن المواقف المعلنة المدعومة بآراء وفتاوى دينية من شفيق ومن التيارات السياسية الأخرى وفى ذلك يتساوى الجميع. فليس لى موقف شخصى من البرهامى وغيره من السلفيين والإخوان وخلافى على قضايا محددة تتعلق بالخداع والكذب السياسى باسم الدين ومواجهة الخلاف فى الرأى بالتكفير، وبقضايا مدنية الدولة وعدم التمييز العرقى والدينى والتساوى فى الحقوق والواجبات وحرية الرأى والإبداع، وهذه هى المطالب الحقيقية لثورة يناير التى لها الفضل فى ظهور السلفيين والإخوان للنور وممارسة السياسة بأدواتها وقواعدها المعروفة.

وأعتقد أن صدمة شفيق لابد أن تدفع تيار الإسلام السياسى إلى إعادة صياغة الخطاب السياسى لقياداته وأحزابه فى مخاطبة المجتمع بلغة جديدة تتماشى والمصالح الدائمة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة