لم يجبر أحد الرئيس محمد مرسى كى يعطى وعدا بالقضاء على عدد من المشكلات الرئيسية التى تخنق المصريين فى المائة يوم الأولى من حكمه، مثل المرور والوقود والنظافة، قال مرسى ذلك فى سخونة الدعاية الانتخابية كسبيل لاجتذاب الأصوات الانتخابية له، وبالتالى فمن حق المصريين أن يحاسبوه على ذلك، ومن حقهم أن يقولوا له: «أنت وعدت، فأين وعدك؟».
أمامنا تقرير لمجلس الوزراء يقيّم هذه الفترة، ونتائجه تقول: «إجراءات المائة يوم لم تؤت بثمارها بشكل ملموس، والصعيد هو الأقل رضاء عن أدائه»، ولنلحظ أن كتلة أصوات الصعيد، هى التى حسمت المعركة الانتخابية لصالح الدكتور محمد مرسى.
التقرير فيه حقائق كثيرة ويأتى من جهة رسمية، وبدونه يمكن لكل مواطن أن يحكم على ما يدور حوله، فلا النظافة تم القضاء عليها، أو حتى هناك بدايات لعلاجها، فالأزمة كما هى، وأصبحت حملة «وطن نظيف» التى بدأها الرئيس بعد أيام من حكمه وبمساندة حزب الحرية والعدالة، دلالة قاطعة فى الضحك على الناس.
أما قضية الطاقة بمشتقاتها من البنزين والسولار وأسطوانة الغاز، فلا جديد فيها، الأزمة كما هى والطوابير علامة على العجز فى علاجها الجذرى لها، ولما شمرت الحكومة عن ساعدها لحلها، تحدثت عن رفع الأسعار وإجراءات أخرى لا تختلف عما كان يتبعه النظام السابق، ولا يختلف الأمر كثيراً فى أزمة المرور باختناقاته داخل القاهرة، فالأوضاع كما هى، اختناق هنا، وسيولة هناك، لكنك لا تأمن يوما لأحواله.
التحسن الأمنى هو الجانب الأبرز فى برنامج المائة يوم الأولى لكنه يفتقد طموح التغيير الشامل فى بناء جهاز الشرطة، وتغيير ثقافته فى التعامل مع المواطنين، ولنلحظ اختفاء الحديث عن ذلك، بعد أن كان حديث المجتمع المصرى بكل فئاته بعد ثورة 25 يناير.
فى المائة يوم الأولى لم نر أسسا واضحة تنبئ عن علاج جذرى فى قضية العدالة الاجتماعية، ولم نر علاجاً للبطالة، ولا توجها صريحا نحو دولة صناعية ناهضة، ولم نر سبيلا لضبط الأسعار التى تلتهم دخل الأسر البسيطة، نرى فقط قروضا ترفع من قيمة ديوننا للخارج، وصوتا زاعقا بلا عقل يقول: «إن الرئيس مرسى أنجز فى مائة يوم ما عجز عن تحقيقه رؤساء مصر فى مائة عام».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة