«مهندس فنى يغتصب طفلين ويهتك عرض ثلاثة فى جمعية رسالة بالدقى.. مدرس ابتدائى يغتصب طفلة فى الصف الأول.. يذبح طفلين قبل العيد لحرق قلب زوجة أبيهما لأنه كان نفسه يمارس الجنس معها.. الله يلعنكم ويلعن أباكم ويشردكم فى الدنيا ويحرقكم بنار جهنم فى الآخرة.. فهل هذه هى مصر الآمنة المسالمة، وهل هذه النماذج القذرة عينات من شعبها الطيب الشهم الكريم، أم أننا فى غابة وحوش لا تعرف الرحمة ولا الشفقة؟.. طبعا سيقول أهل التبرير والتفويت «عادى بيحصل فى كل بلاد الدنيا، وإحنا عددنا ثمانين مليونا وهذه حوادث فردية».. وأرد عليهم «مش عادى»، فهذا حصاد المنشور فى أسبوع واحد وما خفى كان أعظم، أما بلاد الدنيا سواء المتقدمة أوالمتخلفة فلو وقع فيها حادث واحد مشابه فسوف تنقلب رأسا على عقب، وأخشى أن يكون مرض البلادة وفقدان الإحساس وانتحار النخوة، قد أصاب بعض المصريين، فأصبحت جلودهم سميكة وعقولهم مُخدرة وقلوبهم متحجرة، فلا يدركون حجم الكوارث التى تسقط فوق رؤوسنا، ويعتبروها «شىء عادى».
أولا: يهتز عرش الرحمن لتلك الجرائم القذرة، فلا يشكل الاعتداء الجنسى على الأطفال انتهاك آدميتهم فقط، ولكنه سلوك شاذ ضد نواميس الحياة وطبيعة الكون، لما فيه من خروج على الطبيعة البشرية التى تتنافى مع هذا السلوك الذى لا تقدم عليه حتى الحيوانات فى الغابة، وخرق للأديان السماوية التى تقدس الحياة الأسرية بمفهومها السليم، وتصون العلاقات السوية بين أفراد المجتمع، ويرتبط انتشار هذه العادة الجاهلية بخراب فى الذمم والضمائر، وضياع للقيم والمبادئ، ولعنة تحذر منها السماء، وإن لم تفيقوا فسينزل عليكم عقاب الله ناراً وسعيراً.
ثانياً: اغتصاب طفلة أو طفل يساوى قتلها أو قتله، ليس مرة واحدة بل مرات، فهو فعل مصحوب بالإيذاء البدنى والنفسى والإكراه والتعذيب، ولا تملك الضحية الضعيفة ما تدفع به الشر عن نفسها، ثم تجد نفسها فى مجتمع لا يرحم وأكثر وحشية من المغتصب نفسه، تطاردها العيون وتلاحقها الهمسات وكأنها جان وليس مجنيا عليه، ولا تجد يداً حانية سواء فى البيت أو المدرسة أو الشارع، ويهرب منها أبناء جيلها وتحاصرها عزلة العار الذى لم ترتكبه. ثالثا: عار اغتصاب الأطفال يصيب أسرهم إلى الأبد، ويا ويل أسرة ابتُليت بهذه الكارثة، وتجثم الهموم على صدور الأب والأم والأخوات والعائلة، وربما يكون الحل هو قتل الضحية للتخلص من عارها، خصوصا فى المجتمعات الريفية والصعيد، حيث يعتبر الشرف هو الحياة، ويعيش مُنكس الرأس من يتم الاعتداء على شرفه، وفى مجتمعات الجهل والنفاق لا يعرف الناس الرحمة ولا يتمتعون بأدب الحوار وتنتشر بينهم النميمة والمنابزة، التى تغتصب الضحية المغتصبة كل يوم. رابعا: إذا الإيمان ضاع فلا أمان، ولا دنيا لمن لم يُحى دينا.. ويبدو أن الإيمان أصبح شكليا فقط بينما القلوب صدئة ومتآكلة، ولو كان فى قلب هذا المجتمع ذرة من الإيمان الحقيقى ما وقعت مثل هذه الجرائم أبدا، ففى المجتمعات الغربية تسير النساء شبه عرايا فى الشوارع دون أن يتعرض لهن أحد ولو بنظرات العيون، أما فى مجتمعاتنا المتدينة فلا تفرق أيدى المتحرشين بين المحجبة والمتبرجة، ويستلذ بعض الرجال ممارسة الجنس مع الأطفال بالقوة والعنف، وتنتهك العيون والألسنة حرمة النساء.
الله يلعنكم، فما ذنب هؤلاء الصغار وأسرهم وعائلاتهم، وحتى لو تم إعدامكم فى ميدان عام، بالرجم بالطوب والحجارة وفصل رؤوسكم عن أجسادكم فلن يُشفى هذا العقاب غليل العدالة، ولن تُجدى نصائح رجال الدين وخطباء المساجد، لأن تلك الجريمة فوق مستوى النصح والمواعظ، ولا تفعل مثلها حيوانات الغابة المتوحشة، ومن يرتكبها يجب أن تُقطع أعضاؤه التناسلية، ويعيش ذليلا فى زنزانة تحت الأرض مدى الحياة.