فى زيارته إلى محافظة الشرقية لقضاء يوم العيد، قال الرئيس محمد مرسى خلال لقائه بعدد من القيادات الشعبية وقيادات جماعة الإخوان فى منزله بالزقازيق، إنه لا توجد نية لتغيير حكومة الدكتور هشام قنديل، وأنه يدفعها إلى العمل فى الاتجاه الصحيح، والتنسيق مع لجان مشروع النهضة لحزب الحرية والعدالة لتنفيذ المشروع.
فور أن تقرأ هذا الكلام، لن يلفت نظرك إلى أن الرئيس كان يرتدى جلبابا أبيض وهو يؤدى الصلاة فى مسجد المدينة المنورة بالزقازيق، أو يقوم بالسلام على الناس دون تكلف، سيلفت نظرك حديث الرئيس عن «مشروع النهضة»، والذى ظهر الحديث عنه لأول مرة وقت أن قررت الجماعة ترشيح المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لرئاسة الجمهورية، ثم خرج من الترشيح ليستكمل الدكتور محمد مرسى المهمة.
فى الدعاية الانتخابية للدكتور محمد مرسى، كان الحديث عن مشروع النهضة بمثابة مشروع الخير لمصر، وأن الجماعة تدخل السباق على أساس أنه لا يوجد لدى الآخرين مشروع مماثل له، وبصرف النظر عن صحة هذا «الترويج»، فإن هناك ناخبين أعطوا أصواتهم للرئيس على أساس ما سمعوه عن هذا المشروع.
بعد انتهاء موسم الانتخابات وفوز الرئيس مرسى، وأمام إلحاح السؤال عن مصير هذا المشروع، متى ستبدأ الخطوات الفعلية لتنفيذه؟ كانت الإجابة مفاجأة، فمرة يجىء الحديث من قادة «الحرية والعدالة «على أن مشروع النهضة مجرد أفكار سيتم مناقشتها مع قوى المجتمع للاتفاق عليها، ومرة نسمع أن المشروع مازال غير مكتمل، ويتم إنجاز الباقى منه، ومرة نسمع أن لجان الحزب عاكفة على دراسته، ويقودنا هذا التضارب إلى أنه لا يوجد مشروع متكامل للنهضة بالمعنى الحقيقى للمشاريع السياسية الواعدة والناهضة، لا يوجد مشروع له معالم سياسية واقتصادية راجحة تقود مصر إلى المستقبل، والاستناد إلى مجرد صفحات تحمل بعض العناوين العريضة لا يمكن الارتقاء بها إلى درجة الوثيقة الكبرى التى تستطيع حشد طاقات المجتمع حولها، وبالتالى فإن الوثيقة الحقيقية التى يمكن الاعتماد عليها فى التعامل مع حزب الحرية والعدالة هى «برنامج الحزب».
كيف بعد ذلك يقول الرئيس إنه يدفع رئيس وزرائه إلى التنسيق مع لجان مشروع النهضة فى حزب الحرية والعدالة؟ أين هذه اللجان وماذا قدمت؟، وهل ما ذكره الرئيس يأتى فى صالحه أم لا؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة