كتبت فى هذه المساحة أمس الأول عن محاضرة للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق ألقاها قبل عيد الأضحى المبارك تتعلق بمشروع تنمية قناة السويس والاستفادة الضخمة التى ستعود على الاقتصاد المصرى فى حالة تنفيذ المشروع وتعظيم ما يسمى فى علم الاقتصاد بالقيمة المضافة.
وكما توقعت -للأسف- جاءت بعض ردود الأفعال والتعليقات -إلا قليلاً- بعيدة عن الموضوعية فى تناول الفكرة والطرح وقيمة وفائدة ما عرضه رئيس الوزراء الأسبق، ولم يشغلها سوى الهجوم على شخص الدكتور شرف وأدائه السياسى بعد الثورة، بل إن البعض راح يذكرنى بأن مشروع تنمية قناة السويس هو أحد مشاريع «النهضة» ومن بنات أفكار حزب جماعة الإخوان المسمى بالحرية والعدالة الذى يتبنى المشروع منذ فترة طويلة، توقعت كل ذلك لأننا نتعامل مع كل الأفكار والمشروعات القومية التى يطرحها بعض علمائنا وخبرائنا بحسن نية وبضمير وطنى بمقياس الحساب الشخصى وترمومتر الأمراض النفسية، وهو ما حدث من قبل مثلا مع مشروع الدكتور أحمد زويل ومشروع الدكتور فاروق الباز وغيرهما من علماء مصر الذين حاولوا تقديم شىء للوطن من أجل نهضته وتقدمه ورقيه.
لن تحدث نهضة حقيقية إذا لم نتخلص من عيوبنا الشخصية ومن «النفسنة» ومحاولة هدم كل محاولة جادة ومخلصة والتقليل منها والهجوم على أصحابها، فالتغيير الحقيقى يأتى من الذات أولا ثم العمل الجاد وتنفيذ الأفكار إلى حقائق على الأرض.
وبالأمس تلقيت رسالة كريمة من الدكتور عصام شرف لتوضيح بعض الحقائق حول ما ذكرته فى مقالى جاء فيها: «الأخ الفاضل الأستاذ عادل السنهورى..
أنا مهتم جداً بهذا التوجه سواء فى هذا المشروع أو المشاريع الأخرى التى تعظم الاستفادة من عائد أصول مصر الطبيعية والبشرية والمصنعة (فكرة القيمة المضافة)، وقد شاركت فى بعض الدراسات الخاصة به وتناولت هذا المشروع فى كثير من محاضراتى العامة.
ولكن واقع الأمر أن فكرة هذا المشروع قديمة وعلى الأقل بدأت بصورة جادة منذ أواخر التسعينيات فى دراسة تمت خلال أكاديمية البحث العلمى (كنت وقتها عضوا بمجلس بحوث النقل بالأكاديمية) وقد أخذ الجزء الخاص بشرق بورسعيد اهتماما خاصا من أستاذى د. إبراهيم الدميرى وزير النقل الأسبق، عندما كنت مستشاراً له خلال هذه الفترة، وكنت أتمنى أن أذكر لك العشرات من العلماء والخبراء المصريين الأفاضل الذين شاركوا فى فكرة المشروع وتفاصيله منذ هذا التاريخ وحتى الآن، ولكنى أخشى أن تخوننى الذاكرة.. عصام شرف».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة