للأسف هناك بعض الذين يمارسون مهنة الصحافة لا يقدرون تأثير ما يكتبون على الناس خصوصا فيما يتعلق بالسمعة أو سيرة الشخص أو ما يقدمه للمجتمع، أقول ذلك بمناسبة أننى عشت تجربة شخصية مع رجل الأعمال المهندس سليمان عامر عندما طلب منى قراءة خبر فى صحيفة قومية فى صدر الصفحة الأولى يقول إن الرجل سوف يتم استرجاع الأراضى التى أخذها من الدولة وبنى عليها مشاريعه العمرانية ومانشتات بالصفحة الأولى مثيرة جداً، وإشارة للتفاصيل فى الصفحة الثالثة وعندما قلبت الصفحة لأقرأ هذه التفاصيل أقسم بالله العظيم لم أجد فى متن الخبر أى شىء يؤكد أن هناك إجراء قانونيا اتخذ ضد الرجل أو قرارا من النائب العام أو تحفظا من أية جهة، وإنما مضمون الخبر أن محاميا رفع دعوى قضائية أمام النائب العام يتهم فيها الرجل بالاستيلاء على أراضى الدولة منذ عام 1985 ودمتم، وطويت الصحيفة واتصلت برئيس تحريرها وسألته هل قرأت الخبر فقال لى لأ أنا كنت مسافر والعدد مسؤولية فلان فاتصلت بفلان وسألته هل قرأت الخبر فقال لى: يعنى هو فيه حاجة؟ قلت له اقرأه وكلمنى، وبعد دقائق حدثنى وقال لى إنه محرر شاب كتبه والديسك طلعه فى الصفحة الأولى، قلت له يا سلام.. يا راجل حرام عليكم ينفع كده فاعتذر وقال لى إذا فيه رد عند المهندس سليمان ننشره فقلت له سأبلغه وفعلاً أبلغته لكنه قال لى أنا سأرفع دعوى قضائية ولن أسكت، قلت له هذا حقك، وطلب منى أن أزور مشروعه فى قلب الصحراء، وللحقيقة لقد أذهلتنى قدرة هذا الرجل وإرادته الفولاذية أن يقرر منذ 27 عاماً تعمير صحراء بعيدة عن العمران وتحويلها إلى واحة خضراء فيها كل الخدمات والمرافق دون أن يحصل على جنيه واحد من البنوك، بل دفع أكبر سعر للدولة فى ثمن الفدان وهو 113 ألف جنيه عام 85 واتبع كل السبل القانونية حتى يسد على كل المزايدين والمنتفعين والمبتزين وسائل النيل من مشروعه الذى يمثل معجزة فى الصحراء وقت ذاك وعندما سألته كيف فعلت ذلك قال بإيمان الناس والتفاهم حول حلم.. مجرد حلم كان بعيد المنال وتحقق بإرادة عدد من المصريين الشرفاء، وسألنى: هل شاهدت المشروع قلت بانبهار إنه جنة وسط الصحراء فقال وهل قرأت الخبر الذى كتبه محرر شاب بلا أدنى شعور بالمسؤولية؟ قلت نعم وحزنت. قال هل تعلم أن هناك من اتصل بى من العملاء يطلبون الرد على الجريدة لأننى لم أتخلف فى تسليم أى مشتر وحدته؟ قلت هذا شعور جيد وأكيد نابع من الثقة. قال نحن شركاء أنا وسكان المشروع عائلة واحدة، وسأريك شيئا، هذا العقد الأخضر انظر، وعرض على عقد تملك موثقا لكل أرض المشروع نهائيا ومسجلا بالشهر العقارى، قلت له: أنت بهذا العقد لا أحد يجرؤ على تناول سمعتك. فقال: لكن صغار الصحفيين الذين يبتزون رجال الأعمال يسيئون للمهنة. قلت له: عندك حق وعندما يكون هناك نقابة صحفية تحافظ على سمعة المهنة لن يحدث مثل هذه الجرائم المهنية التى تسىء إلى صاحبة الجلالة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة