طيب أكتب إيه ولا أقول إيه؟!! أصرخ ولا أشد فى شعرى وأحدف طوب كما المجانين..
صدقونى حاولت على مدار أكثر من ساعة أن أنسى أو تجاهل أن شيئاً مثل تلك الكارثة قد حدث على أرض مصر..
صدقونى حاولت جاهداً أن أثبت وبأى طريقة أن الخبر الذى نشرته وكالات الأنباء العالمية حول اتهام طفلين مصريين بازدراء الأديان مفبرك أو مغلوط أو جزء من المؤامرة الكونية التى يسعى الإخوان للتأكيد دوما على أن الإسلام والرئيس مرسى يتعرضان لها.. ولكن باءت كل المحاولات بالفشل.. لنكتشف جميعاً أن مصر هانت ووصلت إلى المرتبة الدنيا وأصبح الجنون هو شعارها الرسمى تحت مظلة حكم الدكتور مرسى الرشيد..
مصر هانت وأصابها الجنون حينما تقوم مؤسساتها الرسمية بسجن طفلين بتهمة ازدراء الأديان، أنا لا أحدثك عن خبر متخيل أو عن مؤامرة لأقباط المهجر، أنا أحدثك عن قرار نيابة عامة نشرته وكالات الأنباء وجاء فيه ما يمثل نقطة سوداء وضعتها مؤسسات الدكتور مرسى فى سجل مصر الحضارى والإنسانى..
فى عهد الرئيس المؤمن الذى يصلى الجمعة وسط حراسة مشددة لم يحظ بها الفريق عبدالمنعم رياض وهو على الجبهة فى مرمى نيران العدو الصهيونى قررت النيابة احتجاز طفلين قبطيين على ذمة التحقيق بتهمة ازدراء الأديان.. لا تستعجل خبط دماغك فى الحيط والبكاء على حال البلد قبل أن تعرف أعمار الطفلين المحتجزين حتى يكون بكاؤك على مصر وحالها حاراً وحارقاً..
الطفل الأول هو نبيل ناجى زرق (10 سنوات) والطفل الثانى هو مينا نادى فرج (9 سنوات) يعيشان فى إحدى قرى بنى سويف وأبلغ أحدهما أجهزة الدولة الرسمية أن الطفلين أهانا الدين الإسلامى وقال بأنه شاهدهما وهما يقومان بالتبول على أوراق كانت تحتوى على آيات قرآنية.. دعك من فكرة السن الصغيرة للطفلين والتى ترفع عنهما أى حرج ممكن؟، ودعك من فكرة أن الطفلين ربما لا يكون أحدهما على دراية بأن الأوراق تحتوى على آيات قرآنية؟، ودعك من فكرة أن المسلمين أنفسهم يستخدمون أوراق الكتب والجرائد فى لف الطعمية والعيش والخضار وغالبا ما يكون بهذه الأوراق آيات قرآنية وأحاديث شريفة؟..
دعك من كل هذا واسترجع ما حدث فى الأسبوع الماضى حينما تم اتهام مدرسة مسيحية فى مدرسة بالصعيد بأنها أهانت الدين الإسلامى وقدمت الجماعة الإسلامية بلاغا رسميا بناء على ما ذكرته تلميذة الابتدائى التى كانت فى الفصل.. لتكتشف أن أى عيل صغير يشعر بالضيق من مدرسه أو أى رجل سائر فى الشوارع يشعر بالضيق من جاره المسيحى أصبح يجد فى نفسه الشجاعة فى أن يتهمه بازدراء الدين الإسلامى لإرهابه وتخويفه دون أن يقدم أى دليل واضح على ما حدث باستثناء شهادات المتضامنين الذين يعتقد كل واحد فيهم أنه بذلك ينصر دين الإسلام ويقتص من النصارى الكفار..
هذه هى الحقيقة عارية يا صديقى، الحقيقة القبيحة التى يكتمل قبحها بأن تكتشف أن دولة الدكتور مرسى أصابتها الرجولة والعنفوان وقررت حبس طفلين صغار، بينما جبنت وصغرت وتقزمت ولم تقترب من الشيخ أبوإسلام الذى حرق الإنجيل علنا وعلى الهواء مباشرة وأضاف إلى ذلك تهديدا بالتبول عليه..
ألهذه الدرجة وصلت دولتك يا دكتور مرسى، ألهذه الدرجة لا تشعر بعار حبس طفلين صغار؟، ألهذه الدرجة أنت أضعف من أن تمارس رجولة الدولة وسيادتها على متهم مثل أبوإسلام خوفاً من جماعته وأنصاره بينما يشتد عود أجهزتك الأمنية على طفلين لم يصيبهما سن البلوغ بعد؟
أى عار وأى رجولة وأى نخوة وأى إسلام هذا الذى يدفع مؤسسات الدولة لترك مجرم مثبتة جريمته صوتا وصورة طليقا فى الشوارع، بينما تضع أطفالاً فى السجون استنادا إلى بلاغ أو واقعة مجهولة ويحولها سن الطفلين إلى فعل كأنه لم يكن؟
يا دكتور مرسى.. ألا تجده أمراً مخجلاً أن تمارس دولتك فعل الأسود على الأطفال والمستضعفين، بينما هى كالأرانب أمام متطرفى سيناء والبلطجية وقطاع الطرق؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة