حنان شومان

لامؤاخذة مرسى لا يسمع صوت مينا أو نبيل أو هانى

السبت، 06 أكتوبر 2012 04:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تعرف أين تقع محافظة بنى سويف؟ وهل تعرف أين تقع عزبة ماركو؟ وهل تعرف من هو مينا نادى فرج، ونبيل نادى رزق؟

قد تكون بالتأكيد تعرف إجابة السؤال الأول فمن لا يعرف أن بنى سويف محافظة قابعة فى صعيد مصر، ولكن بالتأكيد لن تعرف عزبة ماركو إلا إن كنت من أهلها لأنها عزبة صغيرة لا وجود لها على الخريطة ولكنها موجودة فى جنوب محافظة بنى سويف أفقر محافظات مصر، أما مينا ونبيل فهما طفلان فى التاسعة والعاشرة من عمرهما أحدهما لا يعرف كيف يفك الخط وهما الآن يواجهان تهمة ازدراء للدين الإسلامى فالحكاية بدأت حين اتهم أحد شيوخ السلفية فى العزبة الطفلين بأنهما مزقا ورقتين من القرآن، فراح يشكو إلى القس إسحاق كاستور راعى كنيسة القديس مايكل فى ذات العزبة الصغيرة فغضب القس وسأل الغلامين فأنكرا التهمة وقالا أنهما رأيا ورقتين على الأرض فراحا يلعبان بهما ولم يكن لديهما علم بما فيهما لأن أحدهما أمى تماماً والآخر «يدوب بيفك الخط» فاعتذر القس للشيخ وأكد أن جهل الغلامين هو السبب، وكان من الممكن أن تنتهى القصة عند هذا الحد لكن الشيخ لم يسعد ويطمئن بما ذكره له القس فقرر أن يتجه إلى قسم الشرطة ثم إلى النيابة ليقدم بلاغا فى الغلامين يتهمهما بازدراء الدين الإسلامى فيتم القبض على مينا ونبيل ويواجهان تهمة قد تصل عقوبتها لثلاث سنوات أو أكثر أو أقل.

هل تعرف القاهرة؟ هل تعرف عمرو سلامة؟ هل تعرف لامؤاخذة تانية إعدادى؟ هل تعرف جهاز الرقابة على المصنفات الفنية؟ ربما تعرفهم جميعا أو بعضهم ولكنك بالتأكيد لا تعرف «لامؤاخذة تانية إعدادى» لأنه اسم فيلم كتبه المخرج عمرو سلامة لم يعرض بعد، لأنه لم يصور بعد، لأنه مرفوض من الرقابة بشكل قاطع....لماذا؟ إليك الإجابة: لأنه فيلم يحض على الطائفية. وعند هذه الإجابة بالتأكيد ستصفق عزيزى القارئ للرقابة التى تحاول أن تحمى الوطن من آفة الطائفية التى تكاد تعصف بنا، ولكن مهلاً لا تتعب كفيك بالتصفيق قبل أن أحكى لك حكاية الفيلم، فهو يحكى عن فتى مسيحى هانى عبدالله فى الصف الثانى الإعدادى ميسور الحال وفى مدرسة راقية جداً تضطره ظروف عائلته للانتقال إلى مدرسة حكومية وفى أول أيام الدراسة يقرأ الأستاذ أسماء الطلبة ومن بينهم هذا الطفل الذى لا يدل اسمه على ديانته المسيحية حين ينتهى الأستاذ من قراءة الأسماء يحمد الله أن فصله كله مسلمين فيضطر الصبى أن يعيش فى مدرسته مخفياً هويته الدينية وتستمر الأحداث. الرقابة المصرية الرشيدة رفضت هذا الفيلم لأنه يتحدث عن الطائفية اللى طبعاً مش موجودة فى مصر وبالتالى فهذا فيلم خبيث وغير واقعى يريد فرقتنا، طب والنعمة والقرآن وكل الكتب والرسالات السماوية وكل ما هو مقدس فى الأرض أو فى السماء إدينى عقلك أمال مينا نادى فرج ونبيل نادى رزق حكايتهم تبقى إيه يا ناس؟!.

أما عمرو سلامة المخرج فقد كتب على حسابه الخاص على تويتر: «أطالب رئيس الجمهورية ووزير الثقافة لو عندهم التزام بوعودهم بحماية حرية التعبير أن يأخذوا موقفاً لفيلمى لا مؤاخذة الذى تم رفضه مهما عُدل» ولعمرو سلامة أقول ولم تُعدّل فيلمك إن كنت تنشد أن تنقل للناس الحقيقة حتى يفيقوا، ولم تطلب من رئيس أو وزير أن يأخذوا موقفاً إيجابياً من مجرد فيلم إن لم يكن لديهم موقف واضح أساساً من الواقع، ولم تأمل فى رئيس أو وزير خيرا وهما من أسباب بلائنا. مينا ونبيل أطفال الواقع وهانى بطل فيلمك تجسيد حى لواقع مرير نحياه، ولأهل سياسة يرتدون عمائم الشيوخ ولأهل دين هم أبعد ما يكونون عنه، ولأهل رقابة غاشمة جاهلة لا تعرف قيمة السينما وأفلامها حين تكون يداً تربت على كتف الوطن الجريح. مرسى لن ينجدك كما أنه لن ينجد الوطن مهما صرخ قائلاً وااامرسااه لأنه لامؤاخذة لا يسمع صوت مينا أو نبيل أو هانى عبدالله.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة