د. محمد شومان

وعود الرئيس مرسى

الأحد، 07 أكتوبر 2012 05:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلمات الرئيس أو خطاباته فى المائة يوم الأولى أداة منهجية مهمة لتقييم أدائه ومدى مصداقيته، وتلك الخطابات والممارسات السياسية والاجتماعية بل الرمزية تشكل خطاب الرئيس، أى أن الخطاب هو مجمل القول والفعل، وهذا المفهوم البسيط والمركب فى آن، هو ما تتوافق عليه مدارس تحليل الخطاب، ولا يتسع المقال لتحليل خطاب الرئيس مرسى، وإنما لتقديم مقتطفات من بعض عبارات وردت فى خطاباته، ولن أعلق عليها، وعلى القارئ التفكير فيها، وهل تطابقت أو اختلفت مع الأفعال والممارسات السياسية. لكن أشير فقد للطابع المراوغ والغامض لخطاب الإخوان، وهى الجماعة التى تربى فيها الرئيس وتعلم قواعد السياسة والإصلاح والدعوة، لذلك اتسم خطاب مرسى بنفس المواصفات البنائية والشكلية لجماعة الإخوان، من حيث الخلط بين السياسى والدعوى، والغموض والمراوغة والتعميم، فالرئيس قدم فى 13 يونيو برنامج الـ100 يوم الأولى وجاء فيها بالنص: أتعهد أن أعمل جادا وبأسرع وقت ممكن لحل خمس مشاكل يومية فى حياة المواطن المصرى: إعادة الأمن والاستقرار، ضبط المرور، توفير الوقود، تحسين رغيف العيش، وحل مشكلة القمامة.. وأتعهد بتكوين مؤسسة الرئاسة من نواب ومساعدين ومستشارين على أن تشمل جميع القوى الوطنية ومن مرشحى الرئاسة الوطنيين والشباب والمرأة المصرية والتيارالسلفى والإخوة الأقباط لنرسخ معا معنى المؤسسة الرئاسية.

وأتعهد بتشكيل حكومة ائتلافية موسعة من القوى الوطنية المختلفة والكفاءات، يختار رئيسها على أساس الكفاءة وبالتوافق مع البرلمان ولا يمثل حزب الحرية والعدالة فيها الأغلبية، وتعهد الرئيس أيضاً ألا مساس بحرية الإعلام، ولن يقصف قلم أو يمنع رأى أو تغلق قناة أو صحيفة فى عهدى مع مراعاة القانون وميثاق شرف المهنة فيما بين الإعلاميين. كما تعهد الرئيس: بضمان حقوق العاملين عن طريق قانون العمل وبإصلاح هيكل أجور العمال والحرفيين وإقرار زيادة سنوية ملائمة توفر حياة كريمة لهم ولأسرهم.. وأتعهد بإلغاء أى نوع من أنواع التمييز ضد أى مصرى بغض النظر عن الديانة أو العرق أو الجنس.. وفى الأخير أكد الرئيس التزامه بما جاء فى البرنامج الرئاسى المنبثق من مشروع النهضة، وتحقيق أهداف الثورة، والقصاص العادل لأهالى الشهداء.

تعهدات ووعود عظيمة لم يتحقق أغلبها، لكن وفق تأويلات ومراوغات الإخوان لم يتعهد الرئيس بحلها تماما، وإنما بالعمل الجاد والسريع من أجل حلها، وهو ما قام به فعلا من وجهة نظرهم، ثم يتصل حبل المراوغة لادعاء أن الـ100 يوم لا تبدأ منذ توليه الرئاسة، بل من بداية تشكيل وزارة هشام قنديل، وفى إطار المراوغة يدعى الإخوان أن هناك تقدما كبيرا وملحوظا فى المجالات الخمسة!! وأن وجود المجلس العسكرى وبيروقراطية الدولة أعاقت أداء الرئيس.

المراوغة والغموض والتأويل المتعسف ليس لهم نهاية لذلك لنقرأ معا عزيزى القارئ بعض فقرات من خطابات الرئيس والتى تتضمن وعودا لم تتحقق، وعلى سبيل المثال قال الرئيس فى خطابه الشهير بميدان التحرير: أيها الشعب المصرى العظيم أيها الواقفون فى كل الميادين أو المشاهدون فى كل البيوت يا من انتخبتمونى ويا من عارضتمونى وما زلتم، أنا لكم جميعاً فى مكان واحد وعلى مسافة واحدة ولن ينتقص حق من حقوقنا من قالوا لى لا كما لا ينتقص حق من حقوق من قالوا نعم.

وفى جامعة القاهرة قال الرئيس: إن دماء الشهداء وأنات الجرحى والمصابين، حق فى رقبتى، حتى يؤخذ القصاص العادل لهم، وأضاف: إننا بحاجة ماسة لإزالة آثار الفوضى فى كل المجالات وخاصة فى المجال الاقتصادى، هذه الفوضى التى أسهم فيها النظام السابق، لا بد أن نحقق عدالة اجتماعية بمفهومها الشامل ليتحقق الاستقرار والأمن للمجتمع المصرى. لنقرأ ونتابع، ونقارن بين الأقوال والأفعال، ثم نقيم، نعارض أو نؤيد.. فهذا حقنا وواجب علينا وليس كما قال عصام العريان يجب أن ينتظر الشعب أربع سنوات ثم نحكم على الرئيس!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة