حنان شومان

تحت القبة شيخ.. طب فين هه؟

الإثنين، 08 أكتوبر 2012 04:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقولون فى الأمثال حين يصاب المرء بالإحباط من شىء ما، بعد أن تصور خطأً أنه ذو قيمة «كنا فاكرين إن تحت القبة شيخ» وللحق ما أكثر القباب فى حياة المصريين بل قل العرب أجمعين الذين يعيشون طويلا حول أضرحة يبجلونها ويقدسون عتباتها لأنهم يظنون أن تحت القبة شيخ ثم تكتشف بعد أجيال وأجيال أنه ما من شيخ تحت القبة ولا أى حاجة.

كثرت القباب التى بناها المصريون منذ ثورة الثمانية عشر يوماً فى يناير ولكن قبابنا الحديثة لم تعد تأخذ وقتاً طويلا لنكتشف خواءها من أى شيخ ولا حتى عِمة.

طبعاً شيخ المشايخ وقبة القباب هى بالتأكيد مشروع نهضة الإخوان ومائة يوم الدكتور مرسى التى انتهت بخطاب درامى يوم ذكرى انتصار أكتوبر حين أتت حافلات تحوى أعضاء من الجماعة من شرق مصر وغربها تحمل شبابها وشيوخها وبعض من نسائها بشكل مرتب تماماً كما كان يحدث فى مليونيات كندهار التى كانت تخرج لمقاومة كثير من الأمور منها على سبيل المثال لا الحصر المطالبة بشنق الجنزورى لأنه طلب قرضاً من صندوق النقد الدولى لأن القروض ربا وحرام.

فإذا بنا وبعد أن فات ومات زمن الجنزورى ودخلنا عصر النهضة نجد -فى حساب المائة يوم- القرض حلالا وأن الدكتور مرسى يشرع له بل يؤكد أنه لن يرضى أن يأكل الشعب حراما وكمان أن الدكتور الجنزورى شخصيا وباسمه ورسمه أحد مستشارى الرئيس الذين توقفت عن عدهم منذ فترة بعد أن سمعت وقرأت على لسان الدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى أن عدد المستشارين لقيادات مصر 76 ألف مستشار يكلفون الدولة 18 مليار جنيه أى والله، ثم ها هو يأتى رئيس النهضة ليزيدهم عشرات ومن بينهم من خرج هو ورفاقه عليهم فى مظاهرات تطالب بسقوطهم.

بالتأكيد لن أتطرق أو أحلل النسب المئوية التى ذكرها الرئيس عن مدى نجاحه فيما وعد من إنجاز فى الـ100 يوم حين عاهد الشعب بذلك مثل الزبالة التى تحسنت بنسبة 40% ولا المرور الذى تحسن بنسبة 60% ولا رغيف الخبز الذى زالت مشاكله بنسبة 80% ولا 43 ألف مخالفة للسير عكس الاتجاه، كل ذلك لن أحلل أرقامه أو نسبه لأننى ببساطة مواطنة مصرية عاشت عمرها كله معتادة على الأرقام المباركة فى فم المسؤولين، فهل ينسى أحد أن قبل الثورة بشهور خرج علينا استبيان يقول إن 80% من الشعب راض وسعيد بأداء الحكومة وعيشته وبعدها بشهور ثار المصريون من كل صوب وحدب حتى هؤلاء الذين يعيشون فى الخارج!

إذاً إن قال الرئيس أن مشكلة قمامة مصر قد حُلت بنسبة 40% يبقى أكيد هو صح، وأنا على خطأ حين أتصور أننى أسير فى شوارع الدقى والمهندسين وكأننى أسير فى مزبلة كبيرة إذاً للأسف فأنا من بين المتاعيس لأنى أعيش فى الـ60% الباقية من المشكلة، ولأنى أيضاً من المتعوسين التى أعيش فى نسبة الـ40% المتبقية من مشكلة المرور رغم أنى لا أسير عكس الاتجاه.

الدكتور مرسى بنى لكثير من أبناء الشعب قبة بل قبابا منذ رشح نفسه وقال لنا أن تحتها كثيرا من المشايخ، أهمهم مشروع النهضة الذى حدثونا عنه ليل نهار ثم أتى خيرت الشاطر بجرة لسان يقول صوتا وصورة أنه لم يتبلور بعد وأن الشعب غير مستعد له، ثم بنى لنا الدكتور مرسى قبابا أخرى وتحتها مائة شيخ للمائة يوم الأولى وها هو فى ذكرى أكتوبر يقول بصورة أو أخرى إن مش كل قبة تحتها شيوخ لكن فيها برضة شيخ صغير.

ولعل كل ما ذكره الدكتور مرسى فى خطابه يصلح تفصيلاً أن يكون موضع تساؤل عن الشيوخ والقباب إلا شيخا واحدا لم أستطع أن أقبله لا هو ولا قبته ذلك حين ذكر أنه لم يكن يعرف أن الرئيس حين يسافر له بدل سفر فكيف بى أقبل ذلك؟ الدكتور مرسى موظف فى الدولة حتى قبل الرئاسة ويعرف جيداً قوانين السفر لموظفى الدولة وكنت أربأ به أن يستخف بعقولنا لهذه الدرجة حين يعلن أنه لم يكن يعرف بحكاية البدل، وبالمناسبة أنا لم أكن من هؤلاء الذين يحسبون تكلفة سفره بالبدل فهذا هو القانون برغم عدم معقوليته فى حالة الرئيس، ولكن على كل حال كنت سأحترم كلمته وأصدقها لو قال أنه متنازل عن البدل لكن أن يقول أنه لم يكن يعرف بأمر بدل السفر فهذا يدفعنى لأن أقول له لا ده كتير على القبة يا دكتور.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة