مفارقات لابد من رصدها فى البداية على هامش الخطاب الحماسى للرئيس محمد مرسى قبل تحليل ما جاء بالخطاب من مضامين وإشارات سياسية.
المفارقة الأولى أن الرئيس محمد مرسى صاحب جملة «ما أدراك ما الستينيات»، لم يجد مكانا لا أروع ولا أجمل للاحتفال بذكرى نصر أكتوبر العظيم إلا استاد القاهرة الذى تأسس عام 58 بتكلفة 3 ملايين جنيه فقط، وافتتحه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى 24 يوليو 1960 بمناسبة الاحتفال بالعيد الثامن لثورة يوليو تحت اسم استاد ناصر، وهو الاسم الأصلى للاستاد قبل أن يغير اسمه الرئيس الأسبق أنور السادات.
والمفارقة الثانية، أن حوالى 60 ألفا من جماهير الإخوان والحرية والعدالة المحتشدة فى الاستاد لم تجد سوى أغانى عبدالحليم حافظ فى الستينيات إياها للاحتفال بالرئيس والذكرى التى لم يشارك أحد من قياداتهم فيها.
أما المفارقات الأخرى فكان أبرزها أيضاً غياب المشير محمد حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق، وأحد أبطال حرب أكتوبر مع الفريق سامى عنان عن الاحتفال، ولم توجه لهما الدعوة، وغياب أسرة السادات الذى لم يذكر اسمه الرئيس مرسى فى خطابه ولو مرة واحدة، فى حين حضر المتهمون بقتل الرئيس السادات قائد الحرب وصاحب الذكرى المجيدة فى حادثة المنصة الشهيرة عام 81، الاحتفال بشكل عام بدا وكأنه احتفال بالرئيس الذى اعتلى العربة المكشوفة، وطاف حول الملعب لتحية جماهير الإخوان العريضة التى رددت هتاف «بنحبك يا مرسى» على طريقة جماهير كرة القدم، وهو ما ألهب حماس الرئيس أثناء الخطبة الطويلة التى استغرفت نحو ساعتين وسيطرت عليه حالة المرشح الرئاسى وليس رئيس الدولة فى مخاطبة الجماهير.
فى مضمون الخطاب لم يتطرق الرئيس إلى القضية الأهم لمصر الآن، وهى قضية الدستور واللجنة التأسيسية، واستغرق فى تفاصيل إنجازات المائة يوم من أنابيب البوتاجاز وأفران العيش وقضايا المخدرات والسرقات التى تم ضبطها والتى كان من الأولى أن يقدمها محافظ إقليم أو وزير التموين، والداخلية والمرافق، وليس الرئيس المطلوب منه تقديم رؤية واستراتيجية واضحة قابلة للتنفيذ خلال فترة رئاسته.
لن نناقش الأرقام والنسب التى ذكرها الرئيس، فالواقع على الأرض الذى يعيشه الناس الذين استمعوا إلى خطابه هو القادر وحده على توضيح صحة هذه الأرقام الذى لا نعرف من أُمد الرئيس بها، مثلما كان يحدث مع الرئيس السابق الذى كان يرى أن كل شىء رائع والحياة وردى، والشعب هو السبب فى الأزمات.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة