عادل السنهورى

من يكتب خطابات الرئيس؟

الثلاثاء، 09 أكتوبر 2012 10:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى دول المؤسسات لا يتحدث الرئيس من نفسه فى الهواء الطلق دون أن يكون هناك مشاورات واجتماعات مع مستشاريه المتخصصين لتحديد عناصر الخطاب ومداخله ولغته وإشاراته والعبارات التى يركز عليها الرئيس وفقا للمناسبة التى يتحدث فيها ونوعية الجمهور والرسالة التى يريد توجيهها والأهداف منها. الرئيس فى دول المؤسسات لا يرتجل مهما بلغت بلاغته وفصاحة لسانه وقوة لغته لأنه بالتأكيد سيخرج عن النص وقد تخونه كلماته وعباراته وتصيب أهدافا خاطئة تماما ولا تحقق الغرض منها بل قد تأتى بنتائج عكسية على عكس ما يشتهى الرئيس.

كتابة خطاب الرئيس لها أصول وقواعد لا يخرج عنها وحتى إذا أراد الارتجال يكون ذلك بالاتفاق مع مستشاريه. الرئيس الأمريكى أو رئيس الوزراء البريطانى أو الإيطالى أو الإسبانى وغيرهم فى الدول التى تحكمها المؤسسات وليس الأفراد يشرح مستشارو الرئيس موضوع الخطاب له، ثم يكتب مسودة يرسلها إلى كاتب أو كتاب الخطب، ثم توزع المسودة مجددا على الرئيس ومستشاريه حتى يتم الاتفاق على صيغة نهائية، ثم يلقى الرئيس الصيغة النهائية أمام الكتاب والمستشارين للتوفيق بين الكتابة والخطابة. وعندما يشعر الجميع بالرضاء يكون الخطاب جاهزاً.

حتى لو العبارات الرنانة التى يرتجلها الرئيس يتم الاتفاق عليها مثل عبارة «محور الشر» للرئيس الأمريكى جوررج بوش الابن فى الحرب على العراق التى برر بها الغزو والضرب والاحتلال.

الرئيس مرسى يبدو أنه يريد كسر كل قواعد وبروتوكولات وفنون كتابة الخطاب السياسى، فالرجل يرى فى نفسه القدرة على الارتجال فى الخطابة ويظن أنه مفوه ويمتلك فصل البيان فى الحديث دون الاعتماد أو الرجوع إلى مستشاريه فى مجموعة الـ17 ولذلك فى كل خطاب يثير الجدل حوله وتذهب رسائله السياسية فى الطريق الخطأ، فكثرة الارتجال فى السياسة خطر على الرؤساء وعلى الدول أيضاً لأن أى جمل خارجة وخاطئة هى محسوبة على الرئيس والدولة. نحن لا نعرف من يكتب خطابات الرئيس حتى الآن منذ خطاب التوكتوك الشهير فى التليفزيون المصرى ولا نعرف من يستشيره الرئيس قبل إلقاء خطاباته.

وأظن أن على الرئيس محمد مرسى أن يتوقف عن الارتجال ويكفيه أكثر من 50 خطابا وخطبة منذ توليه الحكم لم تحقق المرجو منها، فالمطلوب الآن الفعل والعمل أكثر من الكلام والخطب. وعليه أن يستشير من حوله عند أى خطاب لأنه «ما ندم من استشار ولا خاب من استخار».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة