عادل السنهورى

الحرب ضد الجيش

الخميس، 01 نوفمبر 2012 07:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف وصل بنا الحال إلى التشكيك فى قدرات الجيش المصرى، وتصديق روايات وبيانات مجهولة المصدر، وأنباء غير مؤكدة تفتقد المصداقية عن حادثة حاجز الصوت فى أيام عيد الأضحى، والتى سارع المتحدث العسكرى الرسمى للقوات المسلحة بتوضيح الحقائق حولها، وإزالة اللبس وحالة الارتباك التى حاول البعض توظيفها للهجوم على المؤسسة العسكرية الوطنية، وقدرتها على حماية أجواء وحدود مصر.

الحادثة تكشف أن الكثيرين من الناحية النفسية أصبح لديهم ميل وهوى لتصديق أية بيانات ضد جيش مصر والقادة العسكريين، بهدف زعزعة ثقة الشعب فى جيشه، فى محاولة تبدو كأنها مؤامرة متشابكة الخيوط، وتدار من أطراف داخلية وخارجية لهدم كيان وطنى، ومؤسسة ظلت محافظة على تماسكها فى لحظات صعبة للغاية، كان الوطن كله مهددا بالتفتت والضياع، وانهيار باقى مؤسساته عقب 25 يناير، وتنحى الرئيس السابق، فى الوقت الذى كانت مؤسسة الجيش هى وتد الخيمة الذى لم يسقط أو ينهار لقيادة وإدارة الدولة، وهى غير مؤهلة لذلك فى أوقات تاريخية عصيبة.

ما يحدث ضد الجيش مريب وغامض، ومحاولة زرع الوقيعة بينه وبين الشعب بالتأثير على الثقة فيه، وعلى قدراته فى الدفاع عن حدود مصر، وحماية أجوائها بدت أكثر وضوحا الآن منذ إطلاق الهتاف السخيف، وغير العاقل، والذى لايليق بالعسكرية الوطنية المصرية «يسقط حكم العسكر» من فئات لا تعى ولا تدرك قيمة هذه المؤسسة وتاريخها، والتى تعبر بشكل حقيقى عن حالة التناغم والانسجام والتمازج الفكرى والثقافى والاجتماعى للمصريين، وعن الهوية الوطنية الراسخة لهم. الهتاف بالسقوط كان البداية لأن يكون الجيش «ملطشة»، لأن خطورته تجسدت فى الخلط الشديد بين إدارة عسكرية أخطأت سياسيا، وبين مؤسسة الجيش، حتى انسحب الشعار على الإدارة والمؤسسة.

المؤامرة سوف تستمر على المؤسسة الوطنية الأقوى لأن سقوطها- لا قدر الله- يعنى نهاية هذا الوطن، واستباحته على أيدى أعدائه فى الخارج، والمتربصين به فى الداخل، وتمزيقه إلى أشلاء ودويلات، وهذا هو المخطط والمؤامرة الكبرى إذا لم نستيقظ وننتبهه لبيانات مشبوهة تحمل أسماء مجهولة ومعلومات كاذبة ومغلوطة. لا نريد أن تكون معاول الهدم فى صروح الوطن بأيدى أبنائه قبل جيوش أعدائه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة