محمد الدسوقى رشدى

الوصول للبيت الأبيض على جثة مصر

الخميس، 01 نوفمبر 2012 09:51 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لحظة من فضلك..
أنت تحتاج إلى أن تعرف أشياء كثيرة عن التصور السياسى والمستقبلى الذى يملكه المرشحان للرئاسة الأمريكية.. باراك أوباما، وميت رومنى، بخصوص مصر والدكتور محمد مرسى.

أنت تحتاج إلى أن تعرف ذلك بعيدا عن الفشخرة الكذابة، ومحاولات إثبات خوف واشنطن من مرسى، أوالسعى الإخوانى لترويج فكرة تعامل الرئيس الجديد مع الإدارة الأمريكية بندية، أنت فى حاجة إلى أن تعرف الموقع الحقيقى لمصر داخل منطقة التفكير الأمريكية، ومن واقع المناظرات والتصريحات والتحركات الأخيرة للإدارة الأمريكية الرسمية، سيبدو واضحا أن أياً من المرشحين لم يذكر سياسة واضحة المعالم تجاه مصر ما بعد مبارك. وطبقا للتحليل الذى كتبه «Eric Trager» الباحث بمعهد واشنطن، وأستاذ العلوم السياسية، (فإن موقف المرشحين غير الواضح، يعتبر انعكاسا لتردد الأمريكيين أنفسهم فى اتخاذ مواقف تجاه مصر التى تتمتع بتأييد متوسط بين الجمهور الأمريكى، يبلغ 47 فى المائة). ولكن هذا لم يمنع أن أوباما ورومنى اتفقا على أنه ينبغى على الحكومة المصرية الجديدة الحفاظ على حقوق المرأة، وحماية الأقليات الدينية، والعمل كشريك فى جهود مكافحة الإرهاب الأمريكية - لكنهما لم يوضحا كيف سيتعاملان مع رفض الإسلاميين المصريين لهذه القضايا. وهو مايطرح سؤالا هاما، يتعلق بإمكانية استخدام أوباما أو رومنى المعونة الأمريكية لمصر كوسيلة ضغط!

بالنسبة لرومنى فإن المساعدات الاقتصادية تعد وسيلة لمنع تدفق المتطرفين، لأنه بدون التنمية الاقتصادية «سوف ترى التنظيمات المتطرفة تتقدم بخطى حثيثة لتتصدر المشهد». وبالنسبة لأوباما فإن الغرض من الدعم الاقتصادى هو مساعدة المصريين على تحقيق طموحاتهم، «المشابهة لطموحات الشباب هنا»، ألا وهى: الوظائف والإسكان والتعليم.

وبالإضافة إلى القلق الأمريكى من مسودة الدستور، والأمور المتعلقة بالحريات يقول «Eric Trager» إن الإدارة الأمريكية ترى بوضوح وقائع ترسيخ مرسى نفسه باعتباره الحاكم المستبد القادم لمصر.

القلق الأمريكى الذى يشكل تصورات المرشحين رومنى وأوباما للسلطة المصرية بقيادة مرسى، يتضمن أيضا الخوف من البطء الواضح فى الرد على الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء غير المستقرة، حيث قد يعمل تنظيم «القاعدة» على إنشاء موطئ قدم له هناك، وعقب هجوم 11 سبتمبر على السفارة الأمريكية فى القاهرة، انتظر الرئيس مرسى يومين كاملين قبل أن يتحدث، وتم تصويره من خلال إحدى الكاميرات مؤخراً، وهو يقول «آمين» أثناء دعوة أحد الأئمة بهلاك اليهود. وقبل أسبوعين، دعا المرشد الأعلى لـ«الإخوان المسلمين» - الذى هو بالفعل الحزب الجديد الحاكم فى مصر - إلى الجهاد للاستيلاء على القدس. كما أن الأحزاب السلفية، التى تمثل أكبر تحد سياسى لـجماعة «الإخوان المسلمين»، قد شجعت الشباب المصرى على الكفاح من أجل «الجهاد» فى سوريا.

وبمعنى آخر، تنحدر مصر بالفعل باتجاه ذلك النوع من التطرف الذى يريد رومنى منعه، أو التعلل به لكسب دعم شعبى من هؤلاء الخائفين من الإرهاب، ولهذا يرى رومنى أن استخدام المساعدات كوسيلة ضغط ليس سياسة جيدة فحسب، لكنه منهج سياسى جيد أيضاً. ووفقاً لاستفتاء أجراه «معهد جالوب» فى يناير 2011، يؤيد 59 فى المائة من الأمريكيين قطع المساعدات الخارجية، بما فى ذلك أغلبية بين صفوف الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. فالأمريكيون ليسوا متحمسين لإرسال الأموال إلى الخارج - وسيكونون غير متحمسين على وجه خاص، لإرسال أموال دافعى الضرائب إلى دول تطبق النهج الثيوقراطى بدلاً من النهج الديمقراطى.

وبطبيعة الحال يرى كلا المرشحين، أن المصالح الأمريكية فى مصر هى أكثر شمولاً من مجرد الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل، تلك المعاهدة التى اعتبرها أوباما خلال المناظرة التى جرت فى الثانى والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر بأنها «خط أحمر». (وبالمناسبة.. فإن هذه هى سياسة جيدة، ومنهج سياسى جيد على حد سواء: فلدى الولايات المتحدة مصلحة فى السلام الإقليمى، كما تتمتع إسرائيل بنسبة تأييد قدرها 71 فى المائة). ولكن بما أن كلاً من أوباما ورومنى يعتبر أن المصالح الأمريكية فى مصر أكثر شمولاً من مجرد الحفاظ على المعاهدة، كان بإمكان كل من المرشحين، أن يستفيد من توضيح كيفية تحقيق تلك المصالح.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة