أهدى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان القاسمى المجمع العلمى المصرى 4 آلاف عنوان كتاب من مكتبته الخاصة، من بينها نسخ نادرة وأصلية لم يعد لها وجود فى العالم الآن، منها كتب عن مصر مثل النسخة الأصلية لكتاب «وصف مصر» والمجلة الدولية سنة 1860، والتى تحتوى على الكثير من الدوريات والنسخ الأصلية للخرائط الخاصة بالأمير يوسف كمال، وغيرها من المخطوطات الأصلية الأخرى التى لا تقدر بثمن، والتى قرر حاكم الشارقة إهداءها للمجمع العلمى تعبيرا عن حبه لمصر وعشقه الدائم والثابت الذى لم يتبدل أو يتحول منذ أن كان طالبا جامعيا بها فى الستينيات.
هدية الدكتور سلطان القاسمى جاءت أثناء افتتاح معرض الشارقة الدولى فى دورته الـ31، وفى حضور الدكتور صابر عرب وزير الثقافة، حيث احتفت الشارقة بمصر وقررت اختيار الجناح المصرى ضيف شرف من بين 63 دولة عربية وأجنبية مشاركة، ولحظة إعلان حاكم الشارقة عن مكرمته حتى ضجت القاعة بالتصفيق الحاد ودمعت أعين المصريين الحاضرين لنبل هذا الحاكم عاشق مصر الذى لم يترك لحظة الفرح ولحظات الألم للمصريين - وهى كثيرة - إلا وكان حاضرا مشاركا ومساهما بالجهد والمال أحيانا، وبكنوزه الثقافية والتاريخية أحيانا أخرى.
الرجل يتحدث دائما باعتزاز وفخر عن ذكرياته فى مصر الستينيات فى جامعة القاهرة التى درس بها بالمجان، وفى شوارعها وحواريها ومقاهيها وأسواقها، التى مازالت حية فى ذاكرته بكل تفاصيلها، وآخر مؤلف له صدر فى العام الماضى بعنوان «سرد الذات» لم يكن فى حقيقة الأمر إلا سردا لأغلى أيامه وأعز ذكرياته فى مصر عندما كان طالبا بها ويؤكد دائما أن فى رقبته دينا لا ينساه لمصر، ولكلية الزراعة التى تعلم فيها، وأنه مهما أسهم أو قدم فلن يوفى ذلك الدين أبدا.
السؤال الآن كيف نحافظ على ذلك الكنز الثمين من الشيخ سلطان،فقد عرفت أنه أنفق المال الكثير جدا للحصول على تلك الكتب والمخطوطات الأصلية والنادرة التى قرر إهداءها لمصر من فرنسا وإنجلترا والنمسا حتى لا تضيع مرة أخرى إذا نشب حريق آخر - لا قدر الله - فى المجمع مثلما حدث.
هذه هى مسؤولية وزارة الثقافة فى وجود الوزير المثقف والمبدع الدكتور صابر عرب، فإتاحة تلك النسخ والمخطوطات لجمهور الزائرين سيعرضها للإتلاف سريعا، بالتالى يجب الاستعانة بإحدى الشركات المتخصصة لعمل نسخ طبق الأصل والاحتفاظ بالنسخ الأصلية وتأمينها.
فى الأخير يستحق الدكتور سلطان القاسمى العروبى الانتماء المصرى الهوى الشكر والتقدير، ومصر الوطن والشعب لا تنسى كل من يساندها فى أوقات الشدة ولحظات الألم.