تنجح الدولة حينما تلقى بالأمان والاطمئنان فى قلوب المواطن السائر بشوارعها والمستظل بجنسيتها، العلاقة بين الحاكم - أى حاكم - والمواطن تصل إلى ذروتها الجيدة حينما ينام المواطن البسيط فى منزله وهو مطمئن إلى ما تتخذه الدولة من قرارات وإلى النظام الذى تتبعه السلطة من أجل تنفيذ الوعود والخطط التى قدمها على أطباق من فضة لإغراء المواطنين بترجيح كفته داخل صناديق الانتخابات.
باستخدام لعبة التطبيق والقياس.. تطبيق النظرية السابقة على الوضع المصرى يؤكد أن الدولة المصرية بقيادة الدكتور مرسى لم تحقق للمواطن المصرى أدنى مراتب الاطمئنان، فكيف يصيب الاطمئنان قلب شعب يكتشف مع مرور الوقت أن الرئيس المسؤول عن توفير الطمأنينة فى نفوس الناس بخصوص الحاضر والمستقبل «متردد ومهزوز» يتخذ هو ومؤسساته الأمنية والإدارية قرارات سرعان ما يتراجعون عنها، وكيف تطمئن على نفسك وروحك وأهلك داخل أرض هذه الدولة وأنت تعرف أن رئيس هذه الدولة غير قادر على دخول رفح وغير قادر على تفسير أو تبرير الأوضاع فى سيناء.
وبقياس الوضع المصرى على النظرية المطروحة فى بدايات الكلام ستكتشف أيضا أن الحاكم فى مصر لم يبذل الجهد الكافى لإشعار المواطن بالأمان، وكيف يشعر مواطن بالأمان تجاه شخص أمطره بوعود المائة يوم الأولى ومشروع النهضة والاستغلال الأمثل للموارد ثم فجأة يجده واقفا أمام العالم ليمد يده ويشحت عليه، وكأنه - الرئيس - تاجر خائب قليل الحيلة.
الكلام التنظيرى السابق سيبدو لك خفيفا وأقل مبالغة مما تعتقد حينما تقرأ الخبر التالى وتتعرف عن قرب إلى شكل السلطة التى تحكمنا وتدرك أن السيد رئيس إدارة مراجيح المولد فى طنطا أكثر سيطرة وحزما على المراجيح وركابها والعاملين عليها من السيد رئيس جمهورية مصر العربية.. اتفضل اقرأ واضحك ضحكا من هذا الذى ينتمى لأرض البكاء: «شهدت الجولة التى قام بها رئيس مجلس الوزراء الدكتور هشام قنديل فى محافظة بنى سويف لافتتاح عدد من المشروعات الاستثمارية حدوث اشتباك بالأيدى بين حرس رئيس الوزراء وحرس وزير التنمية المحلية اللواء أحمد زكى عابدين لرفض حرس رئيس الوزراء دخول حرس وزير التنمية المحلية أحد المصانع المقرر افتتاحها، الأمر الذى جعل اللواء أحمد زكى يتدخل بنفسه لفض الاشتباك وتهدئة الوضع».
ارجع إلى الخبر واقرأ تفاصيله بشكل أكثر تركيزا.. وتحسر على حال الدولة التى لا تستطيع أن تنظم أطقم الحراسات الخاصة برجالها، ارجع إلى الخبر واسأل نفسك هل يمكن لدولة يتعارك حرس وزرائها مع بعضهم بسبب غياب التنسيق أن تحمى أرض سيناء أو توفر الأمن فى الشوارع؟ هل يمكن لحكومة لا تنسق بين أطقم حراساتها الخاصة أن توفر الخبر وتنهض بالاقتصاد وتحل مشاكل الوطن الأزلية؟! لا كلام من قواميس الأدب يمكن أن يكفى للإجابة على الأسئلة السابقة، ولهذا سأتركها مفتوحة لكى تنفث غيظك بالشكل الذى تحب!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة