محمد الدسوقى رشدى

الغلابة أولا ياولاد.. «السلطة»!!

الخميس، 15 نوفمبر 2012 10:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ابتداء وقبل أى كلام لابد أن تعرف أن أصغر عامل أو موظف فى أى مؤسسة حكومية مصرية –والذى ترى أنت بعضهم عبارة عن بطالة مقنعة أو مرتشين أو غير مؤهلين- هو بالنسبة لى على الأقل أكثر نظافة وطهارة يد من كل الرؤوس الكبيرة الموجودة فى أروقة السلطة المختلفة، ليس فقط لأنه يسير فى الشوارع المزدحمة ويأكل من الخضار الذى أثمر بفعل المبيدات المسرطنة ومياه المجارى، وليس فقط لأن راتبه لا يكفى لشراء كيلو لحمة، ولكن لأنه يتحمل الوجود والعمل داخل منظومة فاسدة ومهلكة، ومطالب أمام الناس والسلطة بأن يمنح الجميع أفضل أداء ممكن بأقل الإمكانيات والمميزات الممكنة.

لكل السادة الذين أكثروا من صب لعناتهم على رؤوس عمال وسائقى المترو الذين أضربوا عن العمل بالأمس وتسببوا فى ازدحام مرورى خانق، لكل مواطن مصرى استسهل أن يسب ويلعن سائقى المترو وتجاهل الحديث عن الدولة أو السلطة التى دفعتهم ودفعت أى عامل أو موظف فى مصر إلى الإضراب.. لكل هؤلاء السادة أقول قبل أن تسألوا متى نتعلم ثقافة الإضراب دون تعطيل مصالح الناس.. اسألوا أولا متى تتعلم الحكومة أو الرئاسة التعامل مع الأزمات أو الاستماع لأصحاب المظالم قبل وقوع الكارثة.. واضطرارها للخضوع؟
قبل أن تطالبوا بمحاسبة العمال والسائقين حاسبوا الحكومة التى جعلت ودنا من طين وأخرى من عجين واتبعت سياسة الطناش على مدار 3 شهور كاملة أمام شكاوى عمال المترو وسائقيه وأغلقت أمامهم كل سبل التفاوض ومنافذ النقاش تاركة لهم بابا واحدا فقط.. هو الإضراب العام للحصول على حقوقهم التى كان على رأسها تحسين مستوى الخدمة التى تحصل أنت عليها عزيزى المواطن؟
حاسب الرئيس محمد مرسى والدكتور هشام قنديل ووزير النقل ورئيس هيئة المترو الذين فشلوا فى إدارة أزمة مثل التى حدثت بالأمس فلا هم يملكون خططا بديلة لتوفير الخدمة الملزمون بتقديمها للناس ولا هم يمتلكون القوة اللازمة التى تحميهم من الخضوع والارتباك وطأطأة الرأس أمام العمال المضربين؟، اسأل نفسك سؤالا واحدا فقط هو.. إن كانت إقالة رئيس هيئة المترو سهلة بهذا الشكل وإحالته للتحقيق أمرا عاديا، وتعنى الإقرار الأولى بفساده الذى تحدث عنه عمال المترو، فلماذا لم تفعل ذلك الحكومة من قبل؟، لماذا لم تفتح باب التفاوض مع العمال؟ ثم بأى منطق يتم إبعاد رئيس الهيئة والتحقيق معه بتهمة الفساد، ثم تعيينه مستشارا فنيا للوزير.. هل تكافئ دولة الدكتور مرسى الفشلة والفاسدين بترقيات؟ هل أصبحت عادة دولة الدكتور مرسى تكريم كل الذين ارتبكوا أخطاء وصنعوا فسادا مثلما فعل مع المستشار عبدالمعز إبراهيم حمدى بدين والمشير وعنان وغيرهم؟
أعود غاضبا لأقول من حق كل الفئات المطحونة، فى مصر مدرسين وسائقين وعمالا وأطباء وموظفين، التظاهر والاعتصام لتحسين أوضاعهم المغلوطة، ومن حق أى شخص موجوع ومظلوم فى مصر أن يخرج ويقول «آه» طلبا للحياة الكريمة، وبدلا من تجريم رغباتهم وممارساتهم الديمقراطية يمكن للحكومة أن تفتح صدرها وأذانها وتنصت للمشاكل وتتناقش فى الحلول، لا أن تتركهم على طريقة نظام مبارك.. «اللى مش عارف إيه، تنبح» وقافلة السلطة تسير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة