محمد الدسوقى رشدى

النفخ الإخوانى للرئيس مرسى

الجمعة، 16 نوفمبر 2012 07:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعم الرئيس محمد مرسى لما فيه مصلحة البلاد والعباد واجب، ودعنى أجلس على كرسى الإفتاء وأخبرك أنه من يتخاذل عن هذا الواجب آثم شرعا، وانتقاد الدكتور محمد مرسى ورجاله وكشف أخطائهم وفضحها فى حالة تضخمها وتقويمهم واستعدال اعوجاج سيرهم وخططهم وتصريحاتهم واجب أيضاً والتخاذل عنه مضاعف الإثم، أمام النفخ فى الدكتور محمد مرسى وتصويره على أنه البطل الأوحد والترويج لكل همسة أو حركة أو خطوة أو قرار يتخذه وكأنه نوع من البطولات الأسطورية التى تستوجب ثناء وشكراً شعبياً جماعياً فهو أمر يمكن إدراجه تحت بند تدمير الرئيس مرسى وتعجيزه وإثقال كتفه بردود فعل لا طاقة له باتخاذها..
فى وقت أقل مما كان يتخذه حسنى مبارك فى الحوادث المماثلة لضرب غزة، اتخذ الدكتور محمد مرسى قراره الدبلوماسى بسحب السفير المصرى واستدعاء السفير الإسرائيلى وإبلاغه بموقف مصر الرافض للتصرفات الإسرائيلية الهمجية فى قطاع غزة.. مافعله محمد مرسى خطوة أولية منطقية وطبيعية وإظهار مبكر لموقف مصر من الهجوم الإسرائيلى على غزة وهو فى التقديرات السياسية أو التقديرات التى يمكن تصورها فى ضوء تصريحات الرئيس مرسى السابقة وقيادات الإخوان يبدو موقفا عاديا لا يمكن أن تتخذ الدولة المصرية بعد 25 يناير مواقف أقل منه.
حتى هنا وما فعله الرئيس محمد مرسى يمكن وصفه بالخطوة السياسية الجيدة خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار تحدث البيان الرئاسى عن خطوات تصعيدية جديدة إذا لم تتراجع إسرائيل عن عدوانها، وقبل أن تسألنى أين المشكلة إذن طالما اتخذ الرئيس القرار الصح؟، سأقول لك بأن المشكلة فى قيادات وشباب الإخوان الذين اجتهدوا على مدار الساعات الماضية لتحويل قرار الرئيس مرسى بسحب السفير إلى إنجاز وإعجاز بطولى غير مسبوق وتصوير الوضع فى إسرائيل وكأن قيادات تل أبيب ترتعد فرائصها وقلوبها بسبب القرار المصرى، وهو ترويج مزيف يداعب مشاعر الشارع المصرى وينفخ فى بلونة بطولة مزيفة لن تنفجر إلا فى وجه الرئيس ذاته، لأنه مع مرور الوقت سيجد الرئيس نفسه مطالبا بأن يدق طبول الحرب ويحرك الجيوش للهجوم على إسرائيل إذا لم يتوقف هجومها على غزة خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار أن بعض القيادات الإخوانية أخذتها الحماسة الفضائية بالأمس وزايدت على الرئيس وطالبته برد عسكرى على الكيان الصهيونى إذا لم يتوقف عن ضرب غزة فوراً؟
الترويج الإخوانى لقرار الرئيس بسحب السفير بأنه بطولة، جاء خائبا وساذجا ليس فقط لأنه سيسرع وتيرة المطالبة بخطوات تصعيدية تحتاج إلى الكثير من التخطيط والتجهيز والدراسة، ولكن لأنه اعتراف بأثر رجعى بأن مبارك الذى كان يتهمه الإخوان فى مظاهراتهم لنصرة غزة بالخنوع والخضوع والذل سيبدو هو الآخر بطلاً لأنه سحب السفير المصرى من تل أبيب مرتين الأولى بسبب اجتياح لبنان والثانية بسبب القصف الإسرائيلى لغزة سنة 2000 وأبقى الوضع الدبلوماسى مع تل أبيب معلقا دون سفير لمدة 4 سنوات على الأقل.
الدكتور محمد مرسى يدخل مرحلة التوريط بيد أهل جماعته وحزبه، الذين أصبحوا فى حاجة إلى أن يدركوا أن تشجيع الرئيس على طريقة جمهور الدرجة الثالثة يسبب له من الضرر أكثر مما قد يفعله خصوم الدكتور مرسى ومعارضوه.

كلمة أخيرة:
الكلام الفارغ الذى يردده البعض بخصوص عدم توريط مصر فى اتخاذ مواقف سياسية حاسمة للتضامن مع غزة حتى لا نتورط فى معركة لا تخصنا لا يمكن وصفه إلا بالجهل، وترديد الكلام الخاص بالأنفاق وعمليات تهريب السيارات والسولار والغاز لغزة أمر يندرج تحت بنود الخسة، إلى هؤلاء أقول إن كنتم لم تدركوا بعد أن قدر مصر ومصيرها أن تقود هذا الوطن العربى وتساند أفراده وأهله فى السراء والضراء وتدفع من دمها ومستقبلها لأداء دورها التاريخى فمن الأفضل أن تعودوا لقراءة كتب التاريخ، أو تأتوا بأحدهم ليحدثكم ولو قليلاً عن القيمة الحقيقة لمصر.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة