جاء بيان حكومة الدكتور قنديل مليئا بالوعود، ومزدحمًا بالأرقام، والمشروعات، ليؤكد شكوكا سابقة بأن الحكومة ليس لديها جديد تقدمه. بذل الدكتور هشام قنديل جهدًا كبيرًا فى التأكيد على أن الشمس تطلع من الشرق، وأن حكومته ناجحة وليست فاشلة، سريعة وليست متباطئة، قوية وليست ضعيفة.
تجاوز رئيس الحكومة الوضع الحالى بمشكلاته، ليقدم حلولا لمصر المستقبل، ولم يلتفت إلى أنه ليست لديه خطة لرفع القمامة، وتحقيق الأمن، ومواجهة مشكلات البنزين والسولار والكهرباء والمترو والقطارات، قفز على كل هذا وقدم خطة جامعة مانعة حتى عام 2022، لحكومته والحكومات القادمة، وربما لو أخذ وقتا لقدم خططا لحل مشاكل العالم، وثقب الأوزون، والاحتباس الحرارى.
لم يكن على الدكتور قنديل أن يشغل نفسه بالحكومات القادمة، وأن يركز أكثر على حكومته التى تغرق فى «شبر ميّه»، وتقف أو تجلس عاجزة أمام تلال القمامة، واختناقات المرور.
قال قنديل: «إن حياة المواطن لن تتغير بالشعارات وبطنه خاوٍ»، وهو شعار لو أطلقته المعارضة لوجدت من يتهمها بتكسير المجاديف، وعرقلة السكك السالكة. رئيس الوزراء قال إن مصر اليوم فى المرتبة 101 من بين 144 دولة على مؤشر التنافسية العالمى، وإن حكومته تسعى لأن تكون دولة حرة مدنية ديمقراطية، رائدة إقليماً ومؤثرة عالميا. وانعطف إلى خطته المانعة الجامعة، ليتحدث عن المراحل الثلاث، واحدة قصـيرة، وأخرى متوسطة، وثالثة طويلة، وهى محاور تمتد من الآن حتى عام 2022، وهى خطط مليئة بالمرتكزات، والمحاور، والفلسفة، وقوة الدفع، والنمو المستهدف.
وبدا الدكتور هشام قنديل محلّقا فى سماوات الخيال، وهو يشرح لنا عن حالاته وبرامجه وخطط حكومته، كأنه يتحدث عن بلاد أخرى لا نعرفها، مثل رجل يتحدث عن الوصول للعالمية دون المرور بالمحلية.. وهذه الحكومة التى تعجز عن رفع القمامة، وتحقيق الأمن، وتنظيم المرور، تحدثنا عن خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة ومربعة ومستطيلة، لدفع معدلات النمو، ودعم الصناعات الصغيرة، والتنمية المستدامة، ثم يتحدث عن تنمية الصعيد وسيناء، وهو غير قادر عن تقديم معلومات واضحة فى بيانه عن الوضع الأمنى فى سيناء, ويرد قنديل على القول إن المواطنين لا يشعرون بالحكومة قائلاً إن حكومته تعمل ليل نهار، معتبرا أن هذه الاجتماعات وجلسات تحضير الأرواح كافية لإقناع الشعب بأن الحكومة تعمل. ويكاد يشبه حكومة نظيف عندما كانت تتحدث عن نسبة النمو التى تصل إلى 7%، فيقول الناس إنهم لا يشعرون، فيقول لهم إن عدد الموبايلات والثلاجات زاد وارتفع بين المواطنين.
ولا نعرف كيف يضع خطة لتنمية سيناء خلال عشر سنوات، بينما يعجز عن تطهيرها خلال عشرة أيام، وتتجاهل الوضع الحاضر وتقفز للمستقبل بكل رشاقة. قنديل يتحدث عن تطوير المدن ومواجهة العشوائيات، ويتجاهل حجم المبانى المخالفة التى تكاد تحول المناطق الطبيعية إلى عشوائيات. بيان رئيس الوزراء عن الصحة والتعليم مجرد كلام مستطيل من واقع الحكومة الدائرية التى يدور رئيسها ويلف دون أن يقول شيئاً.