الدم فى غزة.. الدم فى سوريا.. الدم فى سيناء، هى عناوين لقاتل واحد فى الثلاث، حتى لو اختلفت الأسماء على المسرح.
إسرائيل تقتل فى غزة، وتقف جنديا فى الظل مساندا لما يحدث فى سيناء وسوريا، والأطراف العربية التى ارتضت غزة بديلا لفلسطين، لا تحشد لنصرة القضية، وإنما لخجل يطاردها.. الأطراف العربية ترسل السلاح لسوريا وتدفع ثمنه حتى يتم شحنه من جديد إلى إسرائيل.
المسرح لا يأتى بجديد، كل ما فى الأمر أن تغييرا حدث فى الأشخاص الذين يمسكون بخيوط تحريك العرائس عليه.
لم يعد يأتى لهب الوجدان من قصيدة شعر تكتب عن فلسطين كما قال شاعرنا الأعظم محمود درويش ذات يوم لصديقه الشاعر سميح القاسم: «أما زلت تؤمن أن القصائد أقوى من الطائرات.. إذن كيف لم يستطع امرؤ القيس فينا مواجهة المذبحة».
لم يعد يأتى لهب الحماس من إطلاق صاروخ يقتل صهاينة، ويؤدب كيانا مارقا بفعل الغابة الدولية، والخنوع العربى الذى لم يعد لديه إرادة كسر المرسوم لنا.
ماذا حدث؟.. قامت ثورات، وسقطت عروش، وحلمنا بتبدل الأولويات، لكننا نكتشف كل يوم أن العصمة مازالت فى أيدى من يريدون تزويج ثوراتنا لأعدائها.
سيتبارى المحللون والخبراء فى وضع ما يحدث ضمن سيناريوهات تعد للمنطقة، وسيتحدثون عن اتفاقيات السلام مع إسرائيل التى أدخلت الأنظمة العربية فى حظائر الخنازير، حتى انطبق عليهم قول مظفر النواب الشاعر العظيم الذى عاش حياته مطاردا:
«القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زناة الليل عليها؟
ووقفتم خلف الباب تسترقون السمع لفض بكارتها
أولاد القحبة لست خجولا حين أصارحكم
أن حظيرة خنزير أطهر من أشرفكم»
سحبنا سفيرنا من «إسرائيل»، نعم, وغضبت قطر، نعم، ودعا الرئيس لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية، ومجلس الأمن الدولى، نعم، ونعتنا إسرائيل بكل الصفات القذرة، نعم، وقلنا كلاما عن فداحة الانقسام الفلسطينى الذى جعل من غزة وطنا لحماس، ورام الله وطنا لما يسمى بـ«السلطة الفلسطينية»، نعم، لكن المعادلة كما هى، احتلال دائم، وشهداء يسقطون، وأمريكا تساند، ولا نملك غير أضعف وسائل رد الفعل.. فهل هكذا تعيش الثورات؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة