محمد الدسوقى رشدى

لماذا تكرهون حماس؟!

السبت، 17 نوفمبر 2012 09:34 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أن تقرأ:
لم أكن أتخيل أن يأتى يوم بعد الثورة اضطر فيه لإعادة نشر هذه السطور التى كتبت فى 2009، ولكن موقف القوى السياسية المدنية وبعض أهل النخبة جعل من تكرارها واجباً..
لم أعد أحب الطريقة التى تتعامل بها الحكومة وإعلامها الرسمى والتابع دون أن يكون رسمياً مع حركة حماس، لم تعد تعجبنى تلك الصورة الشيطانية التى نقدمها لإسماعيل هنية وخالد مشعل والزهار ورفاقهم، ولا أفهم من أن يأتى كل هذا الإصرار الحكومى على شل الحركة وتشويه صورتها بمناسبة أو بدون مناسبة، كما لا أفهم أيضاً كيف يسير الليبراليون والمثقفون فى هذا البلد على نفس طريق الحكومة فى التعامل مع حماس ورجالها.. هل أصبحت فوبيا كل ما هو إسلامى قوية لهذه الدرجة التى تجعل أهل الثقافة والحرية يتخذون موقفاً متشدداً ويطلقون أحكاما مسبقة على حركة هم يعلمون تماما أن حقها الشرعى فى الحكم سرق بطريقة غير مشروعة؟! أفهم أن تضعوا أمامكم صفحات بيضاء وتكتبوا فيها ملاحظاتكم على الحركة وتنقدون بشدة أداء قادتها، ولكن لا أفهم إسراعكم فى الحكم على كل ما هو حمساوى بأنه سيئ وشرير ويخدم مصالح شعب آخر غير الشعب الفلسطينى، أفهم أن تقولوا إن خالد مشعل أخطأ وإن الزهار تسرع، وإن هنية لا يفهم فى السياسة، ولكن لا أفهم إصراركم فى مقابل ذلك على تصوير دحلان وأبومازن على أنهم أولياء الشعب الفلسطينى الصالحين، أفهم أن تدافعوا عن حركة فتح حينما ضيقت حماس عليها الخناق، ولكن لا أقبل إصراركم على تحويل رجل ضعيف مثل أبومازن إلى رمز للسلطة الفلسطينية، أفهم أن تغضب الحكومة من تهور حماس وغبائها السياسى فى كثير من الأحيان، ولكنى لا أستوعب أبداً أن يكون البديل هو استنكار ورفض التعاطف والتضامن مع شعب غزة الذى يضربه الكيان الصهيونى كعقاب لقادة حماس، أفهم أن البعض لا يريد على حدود مصر شيئا متوترا أو تحركات تذكرها بنظريات المؤامرة الخاصة بتوطين الفلسطينين بسيناء، ولكن لا أفهم أبدا ألا يتم إيجاد طرق للحوار مع الحركة القوية التى تحكم غزة حتى لو كان الأمر فى نطاق المصلحة السياسية إن لم يكن فى إطار الأخوة، باختصار أنا لا أفهم كيف قررنا أن نلقى بكل رهاناتنا على كفة عباس التى نعلم جيداً أن ربحها لن يكون فى صالح أحد أبدا سوى جيوب عباس وشلته.

نعم أخطاء حماس أشهر من النار على العلم وأغلبها لا يمكن تبريره ولا حتى شرحه، ولكن هذا لا يعنى أن أخسر حماس للأبد، لا يعنى أن أحفر لها قبراً فى غزة وأردم عليه، لأن هذا يعنى أن مصر قررت أن تنسحب من الصراع الإقليمى الدائر للسيطرة على حركة حماس والذى تخوضه إيران وسوريا من ناحية ومصر ومن بعدها السعودية وقطر من ناحية أخرى.

ضع مساوئ حماس على جنب، وضع الأحداث الأخيرة فى غزة على الجنب الآخر، وتعالى نسأل لماذا تسعون لحرمان مصر من دورها فى التضامن ودعم كل جريح فى الوطن العربى؟ لماذا تريدون لمصر أن تخسر ورقة مهمة مثل حماس يمكن أن تلعب بها فى المنطقة حينما تريد؟ ولماذا قرر مثقفونا أن يدفنوا مبادئهم ولا يعترفوا بحق الحركة فى الحكم ويتذمرون إذا حدثتهم عن حماية مصرية لأهالى القطاع؟ كل هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات مباشرة قبل فوات الأوان وتحتاج إلى دراسة على مهل قبل أن تضيع الفرصة، ولكن قبل كل ذلك يجب على حركة حماس أن تعيد تقديم نفسها من جديد لمصر ولدول المنطقة العربية، لأن ما جمعته الحركة فى سنوات الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسى - رحمهما الله - يبدو أنها تخسره بسرعة فى عصر ارتباك هنية ومشعل ومن معهم من الذين انشغلوا بمعارك خاسرة مع فتح دون أن يفهموا الدرس القديم الذى يقول.. إن حماس كسبت احترامها وشرعيتها حينما كانت تضرب طلقاتها فى صدر أعداء الخارج فقط!!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة