الغلاف الخارجى لأزمة الدكتورة هالة سرحان مع فضائية روتانا مصرية تبدو معه الأمور وكأنها أزمة إدارية تتعلق بملف تغيير ديكورات أو مواعيد عرض برنامجها الشهير والناجح «ناس بوك».
والسعى نحو توصيف الأزمة بهذا الشكل الإدارى ربما يكون مقبولا فى حالة الحديث عن مذيعة وإعلامية لا تتمتع بمكانة وخبرة وجماهيرية هالة سرحان، ولذلك يبدو التوصيف الإدارى لأزمة هالة سرحان مع روتانا محاولة لطمس هوية أشياء وتفاصيل أهم وأكبر من الاستسلام لفكرة أن الأمر مقصور على خلاف مالى أو إدارى، فلا تاريخ هالة سرحان الإعلامى يتضمن سابقة تقول بأنها سيدة تجميع مال وأرصدة بنكية أو أنها أعلت شأن الشيكات البنكية فوق الرسالة الإعلامية، ولا الذين عملوا معها وشاهدوها وهى تنهض بمحطات فضائية مثل دريم وروتانا وغيرها قالوا بأنها إعلامية غير محترفة قد تغضب أو تترك العمل لمجرد خلاف إدارى.
إذن فى الأزمة ما هو أعمق من فكرة الرحيل الغاضب بسبب قرار إدارى، فى تفاصيل الأزمة وقرار الدكتور هالة سرحان تبدو ملامح تصفية حسابات سياسية مع البرنامج الأعلى نقداً وهجوماً للتيار الإسلامى ومؤسسة الرئاسة، خاصة إذا حاولت أن تربط هذه الخطوة بساعات التحقيق التى قضتها هالة سرحان أمام المحققين منذ أسابيع حول إهانة القضاء والإصرار على تحميلها مع عدد من المذيعين الآخرين نتائج تصريحات ضيوف الاستديو أو الاتصالات الهاتفية.
الرائحة السياسية تبدو فائحة من أزمة رحيل هالة سرحان عن روتانا، لأن المعقول فى عالم الإعلام لا يقول أبداً بأن تقوم محطة فضائية بتضييق الخناق على المذيعة التى أسست المحطة وحملتها فوق أكتاف برامجها وعرفت الشارع بها عن طريق شهرتها وجماهيريتها السابقة، والمنطق نفسه يدفعك للتساؤل عن السر الذى يدفع فضائية تقوم شهرتها على اسم هالة سرحان لأن تتعمد تغيير مواعيد برنامجها وتقبل بسهولة رحيلها دون إبداء أى أسباب واضحة أو منطقية فى ظل ما يحققه برنامج «ناس بوك» من ضجة إعلامية ونجاح ملموس بين برامج التوك الشو المسائية فى مصر والوطن العربى؟.
وبعيداً عن اليد السياسية التى تدخلت لإبعاد هالة سرحان تتبقى الرسالة الأهم التى كتبتها الدكتور هالة فى هذه الأزمة.. وهى رسالة الاستغناء.. هالة سرحان سواء كانت تدرى أو لا تدرى ضربت لأهل الإعلام مثلا فى كيفية استخدام تلك الفضيلة -فضيلة الاستغناء- فى المكان والتوقيت الصحيحين حينما أشهرت كارت الرحيل فى وجه أصحاب رأس المال حينما تخيلوا مثلهم مثل باقى أهل المال فى مجال الإعلام أنهم يستطيعون أن يخدشوا استقلالية المذيع أو يتحكموا فى شكل ومواعيد عرض برنامجه لمجرد أنهم يملكون التوقيع اللازم لزيادة الرصيد البنكى فى آخر كل شهر. رحلت هالة سرحان من روتانا رغم كل النجاح الذى حققته لتخسر روتانا سبب شهرتها ونجاحها الأول وتكسب هالة سرحان تأكيدا جديدا على أنها تملك الفضيلة التى لا يملكها سوى هؤلاء الذين لا يعملون لخدمة أهداف الآخرين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود الشرقاوى
مقال رائع وكلنا عارفين ان الاخوانجية السبب
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة
دولة بلا تطبيق للقانون بلد ارهابي فاسد
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية جدا
كلامك غير مقنع 100% واعتقد ان هالة سرحان لديها الشجاعة الكافية لتعلن الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
رامى
اللجان الالكترونية
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن عادى
مواطن حزين لرحيل برنامج ناس بوك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد حمدان
مصائب قوم