محمد الدسوقى رشدى

الدم الذى أصبح سلعة وتجارة

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012 12:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحق أقول لكم:
«لا حق لحى إن ضاعت
فى الأرض حقوق الأموات
لا حق لميت إن يهتك
عرض الكلمات
وإذا كان عذاب الموتى
أصبح سلعة
أو أحجبة أو أيقونة
أو إعلانا أو نيشانا
فعلى العصر اللعنة،
والطوفان قريب»

قواميس اللغة العربية كلها لا تملك مثل هذه الكلمات التى كتبها الرائع المصرى الكبير نجيب سرور لتعبر عن الواقع المصرى الحالى، الواقع الذى أصبح على أرضه دم الشباب والأطفال كالسلع الرخيصة يتاجر بها أهل السياسة والدين، وتحولت فيه أشلاء الضحايا من مجرد صورة تثير الرعب والوهن والوجع إلى جسور وأغطية أرضية يسيرون عليها نحو تحقيق المكاسب السياسة مثلما فعل «الكائن» عصام العريان وبدأ السير على أشلاء الأطفال ضحايا قطار أسيوط من أجل العودة إلى البرلمان.

الكلمات السابقة عصا غليظة تضرب كل الجروح السابقة.. تسألك أين حقوق دماء شهداء 28 يناير، وأين القصاص الذى وعد الرئيس المنتخب بتحقيقه لضحايا محمد محمود ومجزرة بورسعيد وشهداء حدود رفح الستة عشر..

الكلمات السابقة للتذكرة، والذكرى كما نعلم تنفع المؤمنين ولكنها للأسف لا تنفع الذين يدعون الإيمان.. هؤلاء الذين تركوا طلقات البلطجية وأفراد الأمن تحصد أرواح متظاهرى محمد محمود فى مثل هذه الأيام من العام الماضى بحجة أن المتظاهرين يفسدون العرس الديمقراطى وفرحتهم بالبرلمان الذى أصبح ملك يمينهم، الذكرى لا تنفع مدعى الوطنية والتدين الذين اجتهدوا فى البحث عن مبررات لتبرئة الرئيس وأنصاره من جريمة قتل 50 طفلاً فى أسيوط قبل أن يجتهدوا فى البحث عن دموع المساواة والحزن.

الكلمات السابقة كتبها نجيب سرور من عشرات السنوات من أجل هذا اليوم الذى يهل علينا صباحه ونحن أعجز من أن نعرف مصير حقوق دماء شهداء 25 يناير وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء وإسكندرية والسويس وحدود رفح وأطفال أسيوط.. نحن ملعنون ياسادة ولا توجد فى جعبة الكلمات مايمكن استخدامه للرد على أسئلة الأجيال القادمة حول ضعفنا، ولا يوجد لدى التاريخ فى خزائنه سوى مجموعة من الطرح صالحة لكى يرتديها هؤلاء الذين أصبح الدم فى زمانهم أرخص من وجبة العشاء.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة