يبدو أن أزمة المزلقان لا تتوقف فقط عند القطارات، لكنها تبدأ من القطار وتمتد إلى تفاصيل حياتنا، ولا يمكن اختصار كارثة أسيوط فى عامل المزلقان، متجاهلين أنه الثغرة التى ينفذ منها الفشل المزمن الآن وفى المستقبل.
من دون مزايدة نسأل عن سبب إقالة وزير النقل، هل لأنه لم يتوقف ويطمئن وهو فى مكتبه على عمال المزلقانات فى كل المحافظات، خاصة أن المزلقانات دائما مكان للموت والكوارث، هل يمكن لعاقل أن يطلب من السيد وزير النقل أن يدور بنفسه على المزلقانات والتحويلات والسيمافورات ليتأكد من وجود العمال عليها؟
بالطبع لا.. لكن دور الوزير وهو يتابع عمل وزارته أن يتلقى تقارير عن أحوال المزلقانات والتحويلات والسيمافورات، التى كانت وراء تصادم قطارات الفيوم وقبلها كفر الدوار وقليوب والعياط، كان على الوزير أن يبدأ فورا خطته فى إغلاق المزلقانات، بالطرق الإلكترونية، أو التقليدية، وأن يقدم لرئيس الوزراء مطالبه.
رئيس الوزراء طرح فى برنامج حكومته خطط لعام 2022، فهل كانت تتضمن إغلاق وتأمين المزلقان؟ وهل يمكن أن نصدق الحكومة وهى تتحدث عن عشر سنوات قادمة، وهى غير قادرة على علاج مزلقان مفتوح؟
لا يوجد عاقل يطالب رئيس الوزراء بأن يدور ليفتش على المزلقانات، لكنه هو والرئيس بصفته رئيس رئيس الحكومة هو الآخر مسؤول عن اختيار رؤساء المزلقانات.
ثم إن الثغرة ليست فى القطارات فقط، لأن جرحى كارثة أسيوط انتقلوا للمستشفى الجامعى ولم يكن هناك دم أو محاليل أو دواء، وكأننا كنا نكتشف لأول مرة أن المستشفى الجامعى الأكبر فى أسيوط بلا إمكانات، والمستشفى لا يفتح للحوادث فقط، فماذا يفعل المرضى؟
عرفنا بعد الكارثة أن المستشفى يخلو من أى إمكانات وهذا مستشفى جامعى فما بالنا بمستشفى حكومى، الإجابة محرجة وقد يراها البعض مزايدة، لكنها الحقيقة.
المستشفى الجامعى يخدم الصعيد فى أسيوط وقنا وسوهاج ناهيك عن المنيا وأسوان، ويخلو من أبسط الإمكانات الطبية، والمستشفيات العامة والمركزية غير قادرة على تقديم ولا حتى الكفن.
وبدون مزايدة أو ادعاء: إذا كان هذا هو حال المستشفيات فى أسيوط والصعيد وبحرى فما هى خطط الحكومة؟ وما فائدة برنامج الدكتور قنديل للمستقبل؟ لقد قال السيد الرئيس عندما زار أسيوط يوم 2 نوفمبر: «لن يكون هناك أى مجال لمن يحاول إعاقة مسيرة الوطن، وسنضرب بيد من حديد على كل من يحاول ذلك».. وقال: «أتمنى لكم ولأبنائكم التوفيق، مع مسيرة واضحة فيها الحق والعدل والتنمية».
هل نزايد إذا سألنا: أين العدل، وهل نخدم مؤامرات المتآمرين لإفشال الرئيس إذا قلنا إن الحكومة تكذب وتفشل؟
سيقولون: إنهم ورثوا تركة فساد وإهمال من النظام السابق، ونقول: نعم، لكن هل يكفى أن نظل نتهم السابقين ونحن فى السلطة؟
ولا عاقل يطالب الرئيس بفعل معجزات أو حمل عصا سحرية، لكن على الأقل، ضمان إغلاق كل المزلقانات فى القطارات والطرق والمستشفيات.