قامت الثورة منذ ما يقرب من عامين وطالبت بمطالب كثيرة من أجل الارتقاء بمستوى المواطن، ومن أجل تحقيق نهضة بالمجتمع تقفز بالوطن إلى الإمام ونحو مستقبل أفضل، وفى رأيى المتواضع أن نية الثائرين لم تكن نية سيئة فأنا لا أشكك فى وطنيتهم، لا سمح الله، وبالتالى أنا لا أستطيع أن أسىء النية فى المجلس العسكرى الذى تَحمل مسؤولية إدارة البلاد بعدما تخلى الرئيس السابق حسنى مبارك عن السلطة، فقد خرجوا بنا جميعا بعيدا عن مخاطر عدة لا مجال لسردها الآن، أيضا اختلاف معتقدات التيارات المختلفة لا يجعلنى أشكك فى نواياهم، فالإخوان يحبون الوطن على طريقتهم، والسلفيون كذلك والجهاديون لهم وجهة نظرهم والفلول والنظام السابق يحبون الوطن بمنظورهم... إلخ.
إذن الطرق اختلفت وتعددت لكن الهدف واحد «حب مصر»، وإذا تأملنا ما مررنا به منذ اندلاع الثورة ستجد عزيزى القارئ وباختصار وجيز أن ماحدش مرتاح! الإخوان وهم القوى العظمى الآن بالبلاد «ماحدش فيهم مرتاح»، الرئيس الدكتور محمد مرسى والحكومة الجديدة ورئيسها الدكتور قنديل «ما حدش مرتاح»، الفلول فى حالة عدم رضا، والمجلس العسكرى والمشير طنطاوى «ما حدش مرتاح»، أهالى الشهداء بدءا من الثورة مرورا بماسبيرو ومحمد محمود والعباسية وصولا لاستاد بورسعيد «ماحدش مرتاح»، أهالى سيناء وقاطنوها والقضاء والنيابة العامة والمحكمة الدستورية والمحامون وجهاز الشرطة بأكمله «ماحدش مرتاح»، المستثمرو المصريون والأجانب ورجال الأعمال وقطاع السياحة الذى أوشك على الانهيار «ماحدش مرتاح»، موظفو الحكومة رؤساء ومرؤوسون والأطباء والصيادلة والمعلمون والإعلاميون «ماحدش مرتاح»، الثوار والشباب «ماحدش مرتاح»، أهل الفن والثقافة وكبار الكتاب والمبدعون «ماحدش مرتاح»، الأقباط الذين يشعرون أنهم أقلية بالوطن «ما حدش مرتاح»، المسلمات غير المحجبات والمسلمات المنتقبات «ماحدش مرتاح»، أعضاء التأسيسية «ماحدش مرتاح»، الدول العربية عدا قطر «ما حدش مرتاح»، والأجانب فهم أجانب! أما أمرييييكا «فلا تعليق».
أخيرا وليس آخر مَن المرتاح؟! إنها ليست بفزورة من فوازير نيللى وشريهان، بل سؤال إن استطعنا الإجابة عليه أؤكد وأؤكد وأؤكد أن الإجابة ستكون بداية للخروج من الأزمة التى نمر بها فى مصر، واللهم ألهمنا الصبر والسلوان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة