جميعنا مسؤولون عما يحدث للوطن من جرائم مدبرة أو غير مدبرة، مقصودة أو عشوائية، جرائم يمكن أن تقودنا إلى مصير أسود لا يمكن أن نتخيله، خاصة أن اللعب فى الوطن الآن أصبح متاحا للجميع ولم يعد هناك محاذير لأى شىء ويكفينا ما نراه من أحداث مسرحية الدم والنار التى تجرى أحداثها المأساوية فى شارع محمد محمود هذا الشارع الذى أصبح كلمة السر الوحيدة فى إشعال الفتن والتى لا تنتهى إلا بسقوط دماء بعض أبناء الوطن واشتعال النيران فى كل مكان لحرق اليابس والأخضر.
المشهد الآن فى شارع محمد محمود لا يختلف كثيرا عن مشهد العام الماضى والذى وقع فى نفس المكان وكان أبطاله هم نفس الأبطال الذين يدخلون معركة وهمية مع رجال الشرطة، معركة لا نعرف أين ومتى ستنتهى خاصة أنها المعركة الوحيدة التى ليس فيها منتصر أو مهزوم بل نتيجتها فضيحة عالمية لا تقل عن فضيحة نظام الدكتور مرسى والذى أصبح صورة بالكربون من نظام الرئيس المخلوع مبارك فى طريقه تعامله مع الأحداث الكبرى مثل ما يجرى داخل شارع محمد محمود الآن، وما جرى من كوارث لأبناء الوطن منذ أن أصبح مرسى رئيسا لمصر وكان آخرها استشهاد أكثر من 50 طفلا فى أسيوط تحت عجلات الإهمال وليس القطار كما يردد رجال النظام الحالى الصدمة ليس فى أقاويل عبيد نظام مرسى ولكن فى قرارات مرسى نفسه التى اتخذها بعد كارثة أسيوط والتى عكست روح التناغم بين نظام مرسى ونظام المخلوع مبارك خاصة فى تحميل المشكلة لبعض المسؤولين كما كان يحدث فى عهد مبارك.
المفاجأة أنه فى الوقت الذى تتسع فيه الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن بالتحرير وشارع محمد محمود فإن «ترزية» القوانين من أعضاء اللجنة التأسيسية لسلق دستور مصر رفضوا التوقف عن سلق مواد الدستور ولو قليلا لمعرفة أسباب اشتعال المعارك الدموية ولا نعرف لمن يكتب هؤلاء دستور مصر؟ أكيد أنهم يكتبونه لشعب آخر غير الشعب المصرى الذى يعيش الآن أسوأ أيام حياته بعد أن تعددت الكوارث التى تضربه بشكل يومى ومصائب لا تختلف كثيرا عن كوارث نظام مبارك الفاسد.
إن نظام مرسى يعيدنا إلى ما قبل 25 يناير خاصة فى معالجة الكوارث الصغرى منها والكبرى الفاعل دائما هم الصغار أما الكبار فلا ريب عليهم ولا هم يحزنون فلماذا لم يتم التحقيق مع رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل بعد كارثة أسيوط؟ ولماذا لم يعلن الدكتور مرسى مسؤوليته عما جرى من باب مقولة عمر بن الخطاب الخالدة «لو عثرت دابة فى الشام لسُئل عنها عمر»؟ ولكن أين الدكتور مرسى من عدل وحكمة وعلم سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة