أسرار وخفايا فى اتفافية الهدنة بين إسرائيل وغزة يبدو أن الشعب المصرى فى ذروة انشغاله بقرارات الرئيس محمد مرسى الفرعونية لم يطلع عليها ولم يعرف ما دار فى الغرف المغلقة بين مرسى وهيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية وبنيامين نيتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى والتى حصلت بموجبه إسرائيل على ضمانات وامتيازات تهدد الأمن القومى المصرى لم يتم الإعلان عنها من الجانب المصرى وسط محاولات الاحتفال بتصوير نجاح الوساطة المصرية فى تحقيق الهدنة.
الرئيس مرسى لم يدرك أنه يتعامل مع عدو يفضح من يتعاون معه، فإسرائيل عبر صحفها وقنواتها التليفزيونية كشفت الغطاء عن الأسرار والاتفاقات التى لم تعلن فى اتفاقية هدنة وقف القتال بينها وبين حماس بل وشاركتها فى ذلك قناة روسيا اليوم. فوفقا للتقارير الإسرائيلية التى نشرتها صحيفة هاآرتس فإن مرسى وافق على أن تضع إسرائيل مجسات وأجهزة تجسس على طول الحدود مع مصر لمنع تهريب السلاح إلى قطاع غزة وأن مصر وافقت على تواجد قوات خاصة أمريكية على أراضيها فى سيناء بعد اتصالات متكررة بين أوباما والرئيس المصرى.
المحللون فى إسرائيل قالوا إن مرسى قبل ما رفضه الرئيس السابق حسنى مبارك فى هدنة 2008 عندما قال إن الحدود المصرية «خط أحمر» وأنه يرفض تواجد قوات أجنبية على أرض مصر، وهو ما دفع إلى المقارنة بين مبارك الذى وصفته إسرائيل «بالكنز الاستراتيجى» وبين مرسى وتساءل البعض: «هل كان مبارك أكثر وطنية فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى؟» وإلا ما معنى صمت الرئاسة فى مصر على ما نشرته إسرائيل من نشر أجهزة التجسس على طول الحدود ونشر قوات خاصة أمريكية إضافة إلى دعم وتعزيز منظومة القبة الحديدية وإمدادها بوسائل دفاع إضافية مضادة للصواريخ وهو ما جعلها توافق على الفور على الهدنة مع تقديرنا للمقاومة فى غزة.
ما يثير الشك والريبة هو الإشادة الكبيرة من اليمينى المتطرف أفيجادور ليبرمان وزير الخارجية الصهيونى الذى هدد بضرب السد العالى وأكثر المهاجمين لمصر بالرئيس، ودعاه إلى زيارة إسرائيل، إضافة طبعا إلى إشادة خاصة من الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز «الصديق الوفى» الذى اعتبر مرسى «رجل دولة يتحلى بالمسؤولية وأنه يتفهم أهمية محور الولايات المتحدة-مصر-دول الخليج»، وتوقع بيريز فى مقابلة مع «يديعوت أحرونوت» أن يتصدى هذا المحور للمحور الإيرانى وحماس التى تسير فى فلكه.
ما أذاعته إسرائيل يعنى أن هناك «كنز استراتيجى» جديدا أكثر تعاونا من مبارك المتطرف!