وأنت تطل على المشهد الحالى الذى زاده الرئيس مرسى سخونة بإعلانه الدستورى المعيب، لن يفوتك تحذيرات الدكتور ناجح إبراهيم أحد أبرز مؤسسى الجماعة الإسلامية، والذى قضى ما يقرب من 30 عاما فى السجون، ويقدم فى سنواته الأخيرة اجتهادات محل تقدير واعتبار.
يتوقع الدكتور ناجح فى تحذيره وقوع اغتيالات سياسية، قد تنال ليبراليين وسياسيين ومفكرين الشهر المقبل، وقال لجريدة الشرق الأوسط اللندنية أول أمس، بأن هذا سيكون نتيجة طبيعية لحالات التكفير والعنف والتخوين والاستقطاب السياسى الحاد الذى يشهده المجتمع المصرى، والتى لم تحدث فى أى عهد رئيس مصرى سابق، وأضاف أن هذه الاغتيالات ستكون مشتركة من جانب النظام السياسى والإسلاميين.
أهمية هذا الكلام أنه يأتى من رجل أسس جماعة مارست العنف منذ نهاية السبعينيات واستمرت على هذا النهج لسنوات فى القرن الماضى، حتى نبذته فى مبادرة شهيرة عام 1997، وتخوض حاليا العمل السياسى فى حزب لها هو حزب «البناء والتنمية»، أضف إلى ذلك أن الدكتور ناجح إبراهيم لا يكف عن الدعوة إلى التوافق الوطنى، وأصبح متصالحا مع التيارات السياسية الأخرى، ويتعامل معها بما لها، وما عليها.
تحذير الدكتور ناجح ستجده الشغل الشاغل لرجل الشارع الآن، وكثير من قطاعات الشعب المصرى تتساءل عن احتمالاته، وتتخوف من العودة إليه، وهى مسألة آتية من خبرات الماضى الذى حدث فيه نزيف دم مجانى، وكان التكفير هو اللغة الدينية والسياسية الممهدة له.
فى لغة الخلاف الحادة السائدة الآن ستجد تكفيرا، وفى مظاهرات التعبير عن رفض الإعلان الدستورى حدثت عمليات اعتداء جسدية غاشمة على رموز وطنية محترمة مثل النائب البرلمانى والمناضل أبوالعز الحريرى وحمدى الفخرانى، وحدث عمليات اقتحام لمقرات حزب الحرية والعدالة فى بعض المحافظات، وفى السياق أيضاً تتواصل عمليات تشويه مسفة لرموز وطنية محترمة، بدأت منذ شهور عبر المليشيات الإلكترونية، وفى اليومين الماضيين انتقلت عمليات التشويه إلى بلاغات للنائب العام، ضد حمدين صباحى والدكتور محمد البرادعى وسيد البدوى وعمرو موسى والدكتور حسام عيسى والكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، تتهمهم بالدعوة إلى قلب نظام الحكم، وأمامك تحريض متواصل ضد قطاعات قضائية مثل قضاة المحكمة الدستورية، ومع حالة الاستقطاب الحادة التى يتحمل مسؤوليتها الرئيس أكثر من غيره لا توجد أى ضمانة تمنع الاغتيالات السياسية، ومن يدرى فربما تبدأ بأحد من الأسماء السابقة، ولنتذكر كيف تم اغتيال النقراشى باشا والخازندار قبل ثورة يوليو 1952.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة