الرئيس مرسى فى يده الآن أن يجنب مصر حربا أهلية تلوح نذرها فى الأفق وتهدد بتقسيم البلاد بين الشعب من جانب وبين جماعته من جانب آخر إذا أراد لتكون الفرصة الأخيرة أمامه أن يكون رئيساً منتخباً لكل المصريين وليس أمير جماعة حشدت الآلاف أمامه فى قصر الاتحادية لتوهمه أن هؤلاء هم الشعب وباقى القوى الوطنية هم الفلول. الأمنية الذاتية لملايين المصريين الآن أن يستمع الرئيس الذى كان يؤكد فى كل لقاءاته الانتخابية أن من حق الشعب أن يثور عليه إذا خالف القانون والدستور، إلى صوت العقل والحكمة وإلى باقى الأصوات التى تطالبه بالعدول عن قراراته الديكتاتورية. وهى أصوات ليست من الداخل فقط وإنما من الخارج أيضاً، فالعالم بمنظماته وحكوماته الآن ترى أن تلك القرارات هى انقلاب على الشرعية وتكريس للديكتاتورية واعتداء على الحريات وحقوق الإنسان وسيادة القانون فى مصر، وأن تداعياته خطيرة للغاية. فالوضع الخطير الحالى يفرض عليه أن ينزع فتيل لغم الحرب الأهلية والانقسام الذى لا يعرف مداه سوى الله، ويخرج على الشعب ليعلن تراجعه عن قراراته وفتح حوار إنقاذ وطنى مع كل تيارات المجتمع لإعادة تصحيح مسار الثورة التى تلفظ أنفاسها الأخيرة الآن تحت أقدام قراراته الاستبدادية الأخيرة. فهى قرارات ليست ثورية وليست صادرة من رئيس ثورى وإنما قرارات وأفعال مادية مخالفة للشرعية وللمبادئ والقواعد الدستورية المتعارف عليها فى كل دول العالم، ومن رئيس جاء للحكم بآليات الانتخاب وفقاً للإعلان الدستورى فى مارس 2011، بما يعنى أنه موظف عام بدرجة رئيس يحق مساءلته ومراقبته.
الرئيس مرسى عليه أن يسمع ويرى المشهد على اتساعه ولا يستمع إلى أنصاره الذين يحاولون خداعه وتوريطه فى تصعيد دموى ضد شعبه مثلما فعل أنصار مبارك حتى قامت الثورة الشعبية ولا تتبع هواهم وأفكارهم السوداء فالشعب «لم يعد يتسلى». هؤلاء يا سيادة الرئيس جماعتك وليسوا شعبك الغاضب الذى حطم جدران الخوف إلى غير رجعة ولن تقف فى طريقه قرارات اسبتدادية أو حملات تخويف أو اعتقالات ودعاوى كاذبة أو ميليشيات مسلحة، فالشهداء قد رسموا حدود الوطن بدمائهم ولا رجعة عن وطن للحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
إنه نداء إلى الرئيس مرسى لإنقاذ مصر وأرجو ألا يكون النداء الأخير يا سيادة «الرئيس المنتخب».