عادل السنهورى

الحرب الأهلية فى بر مصر

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012 09:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحقق ما توقعناه من تداعيات قرارات الرئيس مرسى التى سماها بالإعلان الدستورى، انقسمت مصر بوضوح بين معارضين ومؤيدين، الرئيس وجماعته فى مواجهة باقى القوى الثورية والسياسية والاحتكام إلى الشارع والقوة أدى إلى اندلاع شرارة نذر الحرب الأهلية الشاملة فى مصر التى تدق أجراسها الآن، أعمال العنف اندلعت فى المحافظات فى السويس والإسماعيلية والغربية والبحيرة والإسكندرية وأسيوط وبنى سويف بين جماعة الإخوان والثوار، الحرب الأهلية تتسع مثل كرة الثلج وكرات اللهب التى ستحرق الجميع وتؤدى إلى الفوضى والانقسام، ودماء «جيكا» و«إسلام» التى سقطت فى محمد محمود ودمنهور هى شرارة الحرب التى تسبب فيها «الإعلان الدستورى» وعناد الرئيس عن التراجع، فهو المسؤول الأول عما يحدث، وعليه الإسراع فورا لوأد الفتنة الملعونة التى أيقظها إعلانه الدستورى غير المسبوق فى التاريخ السياسى والإنسانى.

المناورة السياسية هنا، والالتفاف حول مطالب الشعب بإلغاء الإعلان الديكتاتورى، ثم الحوار، لن توقف نزيف الدم الذى بدأ فى أنحاء متفرقة من البلاد، فضيلة التراجع عن القرارات يجنب مصر خطر الانقسام والحرب الأهلية ومخاطر «اللبننة والصوملة» ويحمى البلاد من الضياع، ثورة الغضب من كل القوى الثورية والسياسية والوطنية أثبتت للرئيس أن مصر غير قابلة للمصادرة من قبل جماعة بمشروعها المريب فى الاستحواذ والسيطرة، وأنها فوق الرئيس وفوق جماعته، وأكبر من أن يحكموها وحدهم، وأن نتيجة أفعاله أدخلت البلاد فى نفق مظلم، وأدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وخسارة البورصة لأكثر من 30 مليار جنيه فى يوم واحد، ودول العالم بدأت فى الانقلاب عليه وتحذيره للتراجع عن قراراته.

فهل يرضى الرئيس الآن أن يكون وجماعته فى جانب وباقى الشعب فى جانب آخر؟ وهل يعجبه ما وصلنا إليه الآن؟ طريق الاستبداد والديكتاتورية له مصير معروف فى التاريخ البعيد والقريب جدا، وطريق الثورة والمصالحة الوطنية والحوار والمشاركة والديمقراطية الحقيقية طريق واضح وجلى، وهو السبيل الوحيد للنجاة من فتنة الإعلان المشبوه.

فالحق الذى يريده الشعب أبلج ومشرق ومنير، والظلم والظلام الذى تبغيه الجماعة لجلج، متلعثم، ومتردد وأسود وحالك السواد على كل ظالم ومستبد وديكتاتور، وحسبنا الله ونعم الوكيل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة