سعيد الشحات

جيكا وإسلام.. والعسكر والإخوان

الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012 09:32 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فلنسمِ الأشياء بمسمياتها، من خلال هذا السؤال: من قتل الشهيد، محمد جابر صلاح الشهير بـ«جيكا» الذى سقط أثناء الاحتفال بالذكرى الأولى لأحداث محمد محمود؟، ومن قتل الشهيد «إسلام مسعود» الذى سقط أمام مقر حزب الحرية والعدالة فى دمنهور؟.

فى الفترة الانتقالية، وكلما سالت الدماء، كانت الحناجر لا تهدأ من ترديد هتافات: «يسقط، يسقط حكم العسكر»، كانت الهتافات ترفع سقف المطالب بمحاكمة المسؤولين عن إطلاق الرصاص فى صدور الثوار، ولم يستثن هذا المطلب أحدا، وفى هذا المسار تولد شعار «الخروج الآمن»، وفى مواجهته جاء شعار «الخروج العادل»، المهم أن مدلول الهتافات كان لا يرى فرقا بين حكم مبارك وحكم «العسكر» أثناء الفترة الانتقالية.

نحن الآن أمام شهيدين، سالت دماؤهما فى مظاهرات للغضب، «جيكا» كان فى مظاهرة احتفالا بذكرى محمد محمود، وكان يؤيد الرئيس محمد مرسى أثناء جولة الإعادة ضد أحمد شفيق، ثم أصبح معارضا شرسا له بعد ذلك، أما الثانى «إسلام مسعود»، فكان عضوا فى «الحرية والعدالة»، ومؤيدا للإعلان الدستورى للرئيس مرسى، وفى الحالتين يتحمل الرئيس مرسى المسؤولية السياسية، بالضبط كما كان المجلس العسكرى يتحمل المسؤولية السياسية عن الشهداء والمصابين خلال المرحلة الانتقالية.

فى مظاهرات محمد محمود التى سقط فيها محمد جابر صلاح «جيكا»، كانت هناك مفارقة مدهشة، صنعها رجال مثل الدكتور محمد البلتاجى ورموز أخرى من جماعة الإخوان المسلمين ومن أحزاب الإسلام السياسى، تصف المتظاهرين بأحط الأوصاف، بدءا من رميهم بتهمة البلطجة، وتعطيل مسار الثورة، ومرورا بضرورة مواجهتهم، وذلك عكس تغريدات بعضهم السابقة، وهنا تكمن مفارقة التناقض.

كانت هذه الأوصاف المقيتة وغير المسؤولة، بمثابة تحريض مباشر ضد كل المتظاهرين، وكانت بمثابة العربون المقدم لمن يطلق الرصاص ضد «جيكا» وإخوانه، كما أنها كانت «حقنة الفيتامين» لتقوية صف المؤيدين للرئيس وسياساته بفعل أى شىء، حتى جاءت الطامة الكبرى فى الإعلان الدستورى، فكان الضرب والاعتداءات التى انتهت بشهيد آخر هو «إسلام مسعود» فى دمنهور.

من جديد، فلنسم الأشياء بمسمياتها، وكما كانت المطالب من قبل بمحاكمة المسؤولين عن نزيف الدم فى المرحلة الانتقالية، فلنطالب الآن بمحاكمة المسؤولين عن قتل محمد صلاح جابر ابن الـ16 عاما، وإسلام مسعود ابن الـ15 عاما.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة