ما فائدة الدنيا الواسعة إذا كان حذاؤك ضيقا وما فائدة الحرية إذا كان رزقك ضيقا وما فائدة الثورة إذا كان عقلك ضيقا.. لذلك لا تتضايق منى وخذ منى للآخر.. لأن هناك فرقا كبيرا بين العمى والغرور فحينما وقفت الزوجة أمام المرآة وقالت لزوجها «أنا شايفة نفسى قمر14 تفتكر دا غرور» فقال لها زوجها الحكيم «لا يا حياتى دا عمى».. لذلك لا تتعجب حينما يحدث أحدهم عن هيبة الدولة واسأله «هيبة دى.. دكر ولا نتايه؟».
نحن أمام حكومة تزايد على تطبيق سياسات التقشف مع شعب متقشف بالفعل ونصفه «مقشف» تماما.. فماذا تأخذ الريح من البلاط.. أم أن مفهوم العدالة الاجتماعية عند الإخوان أن يعيش كل الناس سواسية فقراء.. فهل قمة المساواة أن نعيش فى مجاعة.. أن تتساوى كل الفئات فى سف التراب.. تراب الوطن.. فماذا تأخذ الطبقات المتوسطة والعاملة والمكافحة من الوطن بعد أن تدفع كل ما عليها من ضرائب ورسوم وجمارك، بعد أن تنفق نصف دخلها تقريبا لخزائن الدولة فلا ماء ولا هواء ولا تعليم ولا صحة ولا نظافة ولا كهرباء ولا رقابة ولا خدمات.. حتى الاستقرار الأمنى مازلنا «نداديه» وكأننا مع عيل بنربيه لغاية ما يبقى راجل.. فهل العلاقة بين الإنسان ووطنه علاقة عطاء من طرف واحد والطرف الثانى مستهبل فيها؟ وما الفرق بين أفكاركم النيرة وأفكار النظام البائد المنيلة وأفكار الحلاقين و«من ذقنه وافتله».
الواضح أن الثورة لم تدخل صالون الحلاقة بعد.. لذلك يخرج الشعب من تحت كل حكومة وهو أصلع تماما وتصر الحكومة التى بعدها على أن تقص.. لذلك «قصت» حكومتنا الأخيرة «اليوم» لينتهى عند العاشرة مساء وقفلت أرزاق التجار والأسواق والعاملين فيها لتخلو الشوارع للبلطجية والحرامية والهجامين وعلى المتضررين الاتصال بشرطة «موزنبيق» لأن الشرطة الوطنية مازالت فى التأهيل المهنى.. فهل التمسك بهذا القرار عمى أم غرور.
على أى حال حينما سأل الحمار خطيبته امتى هنتجوز يا حمارة قالت له لما تحسن ألفاظك يا حيوان.. فالحقيقة مرة وقاسية حتى على الحمير فما بالك بالآدميين.. ونحن شعب مكتوب عليه «الغلب» من نفسه ومن حكامه. لذلك ننسى الذكرى السنوية للتربوى العظيم إبراهيم الفقى ونحتفل بـ«عبده موتة» كمنهج جديد يتعلم منه أبناء الوطن التنمية البشرية والتأهل للمستقبل.. نعطى فرصة لمئات الآلاف من أطفال الشوارع وشباب العشوائيات العاطل للتزاحم فى محاضرة علمية للتدريب على فنون البلطجة المتنوعة وأسرارها التجريبية.. فما أسعد البلطجية واللصوص والسفاحين فى هذا الوطن.. تجبرنا الحكومة على النوم بدرى حتى تخلوا لهم الشوارع للقيام بأعمالهم الإجرامية ويخلدهم الفن ويجعل منهم رموزا لشبابنا وقدوة يحتذى بها.. فعلا الشعب والبلطجية إيد واحدة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة