عادل السنهورى

البابا تواضروس الثانى

الإثنين، 05 نوفمبر 2012 06:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى هدوء وسلام فاز الأنبا تواضروس أسقف البحيرة بمنصب البابا الجديد للكنيسة الأرثوذكسية المصرية ليكون البابا رقم 118 فى تاريخ الكنيسة. تسمية البابا الجديد للكنيسة المصرية أمس هو حدث تاريخى ليس للإخوة المسيحيين فقط وإنما لكل المصريين، وكان مثار اهتمام الجميع وظلت الأعين معلقة بأجواء مراسم القرعة الهيكلية والطفل بيشوى مسعد حتى أعلن الأنبا باخوميوس قائمقام البطريرك فى المرحلة الانتقالية الصعبة للكنيسة فوز الأنبا تواضروس الثانى بمنصب البابا. فالحدث لا يتكرر كثيراً وربما أجيال عديدة لم تشهده منذ تتويج البابا شنودة الثالث على كرسى البابوية فى أكتوبر 71، الأمر الثانى أن المنصب فى عهد البابا كيرلس والباب شنودة شهد تحولات مثيرة فى علاقات الكنيسة المصرية بالسلطة الحاكمة والتفاعلات السياسية فى الداخل والخارج، ولم يقتصر الكرسى البابوى فى عهد الراحل على دور القيادة الروحية فقط، وإنما اتسع الدور سواء برغبة السلطة والكنيسة أو بما فرضته الأحداث والتحولات السياسية والاجتماعية فى مصر خلال الستين عاماً الماضية. من هنا برزت القيادات التاريخية للكنيسة ممثلة تحديداً فى اثنين، البابا كيرلس وعلاقته النوعية والمميزة مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والبابا شنودة بالأحداث الدرامية والصدام مع الرئيس السادات وإطلاقه يد الجماعات والتيار الإسلامى فى الجامعات والشارع السياسى وبدء ما يسمى بالفتنة الطائفية، وهو الصدام الذى اتخذ شكل التوتر المعلن أحيانا والصامت أحياناً كثيرة فى فترة حكم مبارك وتراكمت بسببه هموم وأوجاع المسيحيين فى مصر وأصبح «الملف القبطى» أحد أهم الملفات الشائكة التى تواجه الدولة المصرية.
إذن البابا الجديد يأتى للمنصب البابوى على رأس الكنيسة المصرية بعد شخصيتين كاريزميتين لهما بصمات واضحة لم تكتف فقط بالتوقف عند حدود القيادة الروحية، ووضعا القواعد الراسخة والثابتة لمدرسة الوطنية والقومية للكنيسة المصرية، وهذا تحد كبير ومسؤولية ضخمة أمام البابا الجديد وهو ليس غريبا عن تلك المدرسة بل هو أحد أبنائها القادرين على مواجه باقى التحديات بهدوء وبعقلانية وبمسؤولية وطنية فى إطار الهوية الوطنية المصرية للعبور بالوطن فى ظروفه الصعبة إلى بر الأمان والسلام.
أعرف عن البابا تواضروس الثانى الذى يصادف فوزه بمنصب البابا يوم عيد ميلاده -4نوفمبر بمدينة المنصورة عام 1952- علاقته الطيبة بكل أبناء محافظة البحيرة مسيحيين ومسلمين، ودائمًا ما يفتخر فى حديثه بالهوية الثقافية المصرية، ويرى فى البابا شنودة الرمز والقدوة وقال عنه ذات مرة بأنه «صمام أمان للبلد».





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة