بداية الكلام هنا تحمل تضامنا واضحا مع الشيخ خالد عبدالله، ورفضا قاطعا لإيقاف برنامجه «مصر الجديدة» الذى يذاع على قناة الناس، لأننا وكما اتفقنا نعيش عصرا بعد ثورة اشتعلت حتى تكفل الحرية للجميع وتقضى على عصور إرهاب الإعلام وقصف الأقلام بالغلق أو السجن..
التضامن مع خالد عبدالله رغم الاختلاف معه واجب تفرضه الفكرة.. فكرة الإيمان بحرية التعبير وصراع الأفكار دون أن نضع أصحابها فى مرمى السجون أو المنع، بسبب آرائهم ووجهات نظرهم مع الاقتناع الكامل بضرورة محاسبة من يحول برامجه من مسرح لصراع الأفكار ووجهات النظر إلى منصة لإطلاق صواريخ الكذب والتزوير وتشويه سمعة الأشخاص بغير حق، وإلى أن يتم إثبات تلك الجريمة كاملة لا يحق لأى سلطة إغلاق وسيلة إعلامية وتشريد صاحبها سواء كان خالد عبدالله أو توفيق عكاشة أو غيرهما مع الاحتفاظ بحقها فى توقيع ما ترى من غرامات مالية رادعة.
المؤسف فى أزمة خالد عبدالله أنها كشفت زيف ما يدعيه قطاع عريض من المفكرين والمثقفين الذين طالما نادوا بحرية الإعلام وعدم غلق الفضائيات أو الصحف ثم أصابتهم فرحة مخزية بمنع برنامج مصر الجديدة على قناة الناس، وصمت غير مبرر تجاه غلق منفذ إعلامى ربما يختلفون معه وربما يتجاوز فى نقده، ولكن الشعار الذى نرفعه دوما- حرية التعبير- كان يقتضى بأن يظهر صوتهم دفاعا عن الرجل ثم محاسبته إعلاميا أو تغريمه ماليا أو تقديم ما يثبت قيامه بارتكاب جريمة تقتضى حرمانه من حقه فى الكلام.
أنا متضامن مع حق خالد عبدالله فى عدم المنع رغم كل أزماته الإعلامية لأنها لا تختلف كثيرا عما تقدمه الكثير من برامج التوك شو اليومية على الفضائيات المختلفة، وربما تكون أخف حدة مما تقدمه البرامج الرياضية من تعصب وتطرف وتخلف مساء كل يوم، ولكن هذا التضامن لا يمنعنى من التأكيد على اختلافى التام مهنيا وفكريا مع الشيخ المذيع خالد عبدالله، الذى حولته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الأزمات المتكررة مصدرا لصورة لا تليق أبدا بالدين الإسلامى وتعاليمه، ويرانى هو شخصا لا يستحق سوى الهجوم شبه اليومى على مقالاته واتهام كلماتها بالعداء للإسلام والمسلمين، هذا بخلاف قيام الشيخ المذيع خالد عبدالله بتحويل أى نقد تعرض له هو فى هذه المساحة من قبل بسبب ما يقدمه فى برنامجه على قناة الناس إلى وثيقة لإثبات كراهية الكاتب للمشروع الإسلامى والإسلام نفسه والسعى لتعجيز الرئيس المنتخب.
وكنت أتمنى ألا أمر أى مرور شخصى على ما أكتبه هنا نقدا وتصويبا لأخطاء الشيخ المذيع ومغالطاته، أو ما يقوله هو عنى نقدا وهجوما عبر برنامجه على قناة الناس، لأن الأزمة لا تخص أشخاصت بقدر ما تخص أفكارا وتيارات يرى كل عضو فيها أن تياره يملك الحقيقة المطلقة والباقى من البشر أعداء، طبعا هذا لا يمنع من التأكيد على كون الشيخ المذيع خالد عبدالله كان يمثل حالة خاصة بسبب إصراره على التفتيش فى نوايا الناس وتأويل تصريحاتهم وكتاباتهم بشكل يظهرهم ضد الدين، بخلاف إصراره على تعيين نفسه «ترمومتر» لقياس مدى تدين هذا الشخص أو ذاك وهو أمر يعلم الشيخ خالد نفسه أنه عظيم طبقا لتعاليم دين كفل للعباد حرية العلاقة بين العبد وربه، وأعطى للنوايا مكانة خاصة معظمة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة