الرئيس محمد مرسى، أعلن مؤخرا عن فتح حساب بالبنك المركزى، حتى يتطهر الفاسدون ويردون الأموال، التى قاموا بسرقتها من الدولة، ولكن السؤال الذى يطرح نفسه الآن، هل يعترف أى سارق، ويقوم بفضح نفسه؟ هل دولة بحجم وقيمة مصر تدار أمورها على هذا النحو؟
تعالوا معى نتذكر كيف كانت طريقة مرسى فى إدارته لأزمة القمامة، التى ملأت شوارع البلاد، حين طالب المصريين بأن ينظفوا الميادين فى مبادرة أطلقها ولم يحاسب المقصرين فى الحكومة عنها أو يدفعهم للعمل الجاد.
ولحل أزمة الكهرباء فى مصر قررت حكومة مرسى أن تغلق المحلات من العاشرة مساء وتقول إنها ستوفر المليارات، تعال معى عزيزى القارئ لنرصد فقط عدة نقاط: أولها أن جزءا كبيرا من الاقتصاد المصرى يقوم على الضرائب ولعلك تعلم كيف ستتقلص عوائدها بعد هذا القرار.
ثانيا: القاهرة تصنف بين مدن العالم على أنها مدينة ليلية ويعمل كثير من الشباب بهذه المحلات ليلا ومنهم خريجو الجامعات، فلعلك تستطيع أن تحسب كيف ستساهم هذه الكارثة فى تفاقم مشكلة البطالة.
ثالثا: الدول الأوروبية، التى تغلق محلاتها فى العاشرة مساء تبدأ دوامها اليومى فى الرابعة والخامسة فجرا، كما أنها عملت على تطوير النظم الاقتصادية والداخلية بها حتى يتسنى لها تطبيق مثل هذا القرار.
رابعا: كارثة حقيقية تقابلها مصر وهى اللجان الإلكترونية والتأييدات المبالغ فيها من جماعة الإخوان لأى قرار يتخذه مرسى سواء كان إيجابيا أم سلبيا، وهى التأييدات، التى تنفخ فى القرار بشكل ينسى فيه مرسى نفسه، ويعتقد أن قراره صحيح.
السيد عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، أثنى على تعامل إدارة أوباما مع أزمة إعصار ساندى والحقيقة أن الإدارة الأمريكية تعاملت معه بحذر وبحرفية شديدة، وبالرغم من أن الخسائر المادية وصلت لمليارات إلا أن الخسائر البشرية كانت قليلة، وكيف لنا أن نتوقع كم الخسائر التى ستلحق بمصر إذا لا قدر الله حدث بها كارثة طبيعية مثل تلك التى ضربت الولايات المتحدة.
وبعد تصريحات موسى هاجمته اللجان الإلكترونية للإخوان، وقالت إنه يميل إلى أمريكا تارة، وتارة أخرى أنه ينتقد مرسى، وتارة ثالثة "أصله وفصله" الخ الخ، وهنا يجدر بنا السؤال: هل يجب أن نطبل للرئيس على أى قرار يتخذه سواء كان مفيدا أو ضارا للبلد، هل نوصف بالكفار والفلول إذا ما عارضنا الرئيس، هل مصر وأمنها ومستقبلها أصبح بيد التيار الإسلامى الذى يعلم، ونحن الشعب لا نعلم.
علينا جميعا أن نتعلم أمرا هاما، وهو من يستخف بعقول الشعب المصرى، ستستخف به سجون مصر وتدعه فيها يندب حظه ويندم على ما فعله بحق المصريين، علينا أن نعى جيدا أن المصريين إذا صبروا على البلاء، لن يصبروا على الظلم والطغيان أو فساد الإدارة.
مرسى اجتمع خلال الأيام الماضية بعدد من مرشحى الرئاسة السابقين منهم عمرو موسى وحمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح وعدد آخر من القوى السياسية، لعلها بادرة أمل، ولكنى أخشى أن تكون هذه اللقاءات من أجل تحسين الصورة فقط، وليس من أجل العمل الجاد.
ولعل القادم خيرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة