كان المشاهدون يتوقعون أن يكون خطاب الرئيس أو حواره حديثا عما يدور من أزمات، فإذا بهم أمام حديث عن الأحضان والإنجاز والإنتاج. تجاهل الرئيس أزمة الإعلان الدستورى، والجمعية التأسيسية والمنسحبين، وأزمة مع القضاء وتعليق العمل بالمحاكم. وسلق الدستور، وأزمات كثيرة، ومظاهرات وانسحابات. واكتفى بالحديث عن الأحضان، والمرحلة الانتقالية ولم يبد مهتما بما يجرى.
تاه المشاهدون، أمام حوار دائرى، متناثر الأطراف، كان البعض يتصور أن يخرج الرئيس ليلقى بيانا تفسيريا لقراراته، أو كلمة يدعو فيها للحوار، لكن السوابق خلال الأيام الماضية لم تكن تنبئ بشىء، لكنها أيضا لم تنبئ بما وجدوه على الشاشة. طلع الرئيس ليتكلم ويرد على بضعة أسئلة متفرقة يحكى فيها «حدوتة» عن الثورة.. وتجاهل كل ما يجرى وكأنه يدور فى مكان آخر ودولة أخرى.
روج بعض أنصار الرئيس أنه سوف يخرج ليحل كل هذا فى كلمة أو بيان أو إعلان، وسوف يفجر مفاجآت، ويقدم الأدلة على وجود مؤامرات على الدولة والنظام. لكن الحوار خلا من كل هذا، وبدا كأنه «مجرد لفة بالعجلة». كرر فيه الرئيس حديثه عن المؤامرات وعندما طالبه المذيعون بالكشف عن التسجيلات التى أعلن أنه يمتلكها، تصور المشاهد أن الرئيس سوف يرد بالوثائق، لكنه كرر نفس الكلام، وقال إنه لا يتجسس على أحد، وأنه يعرف أن هناك أشياء تحدث.
كان حوار الرئيس خاليا من أى قدرة على التقارب مع المعارضة أو الأحداث الجارية. بل إنه قال إن الشرعية الثورية انتهت بانتخابه، وهو نفسه قال إنه أصدر الإعلان الدستورى تطبيقا للشرعية الثورية. وعاد ليؤكد أنه يحظى بتأييد الأغلبية، وأن المعارضة من حقها أن تعارض، ومن حقه أن يفعل ما يريد.
حوار الرئيس كان تاليا لحوار الدكتور محمد البرادعى، كان فيه ينتقد تجاهل الشعب، وآرائه، ويعلن استعداد المعارضة لتقديم المشورة والنصح. وطالب الرئيس بالاستماع للمعارضة وألا يكرر أفعال النظام السابق.
الرئيس مرسى، لم يفكر فى الأسئلة المطروحة، وتجول فى حديثه، ليخرج من الإعلان الدستورى إلى مباحث التموين، ومن الفترة الانتقالية إلى تهريب البنزين، والمعترك السياسى، إلى أحضان الشعب، وأشار إلى من يريدون أن « يمطوا» المرحلة الانتقالية، من دون أن يشرح ما هى عملية المط، ولم يبد منزعجا، من جمعية تأسيسية قرر رئيسها فجأة الانتهاء من الدستور بصرف النظر عن الانسحابات أو الاعتراضات. المعلقون على مواقع التواصل الاجتماعى، بدوا بين الواقع والخيال، وهم يتفرجون على حوار من طرف واحد، يعطى ظهره للشارع، ويخوض فى خليط رئاسى غير مسبوق.
لم يضف الرئيس شيئا أو دليلا أو معلومة، عما هو متداول من أنصاره فى برامج التوك شو. وقدم حديثا غامضا عن مؤامرات غامضة، ومتآمرين غامضين يجتمعون فى أماكن مجهولة- حارة أو بير سلم- فى صورة كوميدية تتجاهل الواقع وتغرق فى الحواديت. ونام المشاهدون فى أحضان حوار الرئيس.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة