محمد الدسوقى رشدى

لهذه الأسباب لا تثق فى دستور الغريانى

السبت، 01 ديسمبر 2012 11:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدستور أصبح جاهزا، تم «سلقه» فى أقل من 48 ساعة، ربما يكون فى حاجة إلى بعض الملح أو الكثير من الفلفل الأسود، ولكن من المؤكد أنه سيسبب حالة من «الانتفاخ» السياسى والتشريعى للوطن الذى سيتعاطاه.

قرأت المسودة النهائية وتابعت بعضا من الساعات الطويلة لجلسة التأسيسية الأخيرة التى شهدت عملية طبخ تتطابق تفاصيلها ومكوناتها مع تفاصيل جلسات برلمان فتحى سرور فى زمن مبارك، وقبل أن نتحدث عن عيوب المواد أو عظمتها أو جمالها دعنا نتفق على ما هو أهم، والأهم هنا يتعلق بالقاعدة الشهيرة ما بنى على باطل فهو باطل، وهذا الدستور الذى يدعونا عصام العريان للتصويت عليه بنعم لكى نتخلص من الإعلان الدستورى الكارثى فى مقايضة سياسية رخيصة وغير شريفة، هو نتاج عمل جمعية تأسيسية ولدت مشوهة ومنذ اللحظة الأولى وهى تعانى من حالة عوار سياسى ومازالت أوراق صلاحيتها من عدمه أمام القضاء بغض النظر عن التحصين الديكتاتورى الذى منحه الرئيس لها.

الموقف من الدستور والاستفتاء عليه بـ«نعم» أو «لا»، لا يتعلق الآن بالمواد الدستورية وجودتها أو ما يمكن أن تحققه للوطن من كوارث أو تقدم، الموقف من دستور الغريانى ورفاقه يتعلق بأنه ناتج عمل جمعية مشبوهة، ولا يمكن لأى عاقل أن يثق فى منتج دستورى قانونى يهدف إلى رفعة هذا الوطن ونهضته ووحدته وقوته حينما يرى بعيونه، وعلى الهواء مباشرة عدد من أعضاء الجمعية التأسيسية وهم يرفضون الوقوف أثناء السلام الوطنى لجمهورية مصر العربية، كيف يمكن أن أثق فى أن هؤلاء الذين يرون فى السلام والنشيد الوطنى لمصر عملا من أعمال الحرام والعيب يمكنهم أن يصنعوا لنا دستورا عظيما يضمن تقدم الوطن وسيادته؟، كيف يمكن أن أثق فى دستور ومواد قانونية صنعته جمعية تأسيسية واصلت عملها وصنعت ودنا من طين وأخرى من عجين أمام كل الانتقادات والتحذيرات؟، كيف يمكن أن تثق فى أن هذا الدستور سيضمن مساواة ووحدة ولم يشارك فى صياغته الكنيسة التى تمثل المسيحيين، ولا العمال ولا الفلاحين ولا الصحفيين ولا ممثلى القوى المدنية ولا العديد من أساتذة القانون؟، كيف يمكن أن تثق فى دستور انسحب كل هؤلاء من الجمعية التى تضعه اعتراضا على طريقة أداء الجمعية وعلى تمرير الكثير من المواد فى الخفاء، وعبر تلاعب لا يليق أبدا بأعضاء يتحدثون عن التوافق ومصلحة الوطن الواحد؟
كيف يمكن أن تثق فى أن هذا الدستور سيدافع عن الحريات وعن حرية الرأى والتعبير ورئيس الجمعية التى وضعته لا يترك فرصة إلا وتعرض فيها للإعلام بالنقد والتجريح والاتهامات الباطلة؟

كيف يمكن أن تثق أنت فى دستور أعده صبحى صالح الذى قال أنه كان يتناول الغذاء مع صديقه فى الكلية ظهر يوم عبور العاشر من رمضان السادس من أكتوبر سنة 73؟، وكيف يمكن أن تثق فى دستور شارك فى إعداده عصام سلطان الذى وقف أثناء الانتخابات البرلمانية يتهم الإخوان بالتزوير والفساد والطغيان، ثم قال فيهم شعرا ومدحا بعد أن أصبح محمد مرسى رئيسا للجمهورية؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة