محمد الدسوقى رشدى

أبوإسماعيل «بعبع» الإعلاميين

الإثنين، 10 ديسمبر 2012 11:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جميل الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، مسلٍ، وصاحب هيبة كده.. والأهم أنه مبتكر ومبدع، ولم لا.. وهو الذى دعا إلى حصار مدينة الإنتاج الإعلامى، وهدد المذيعين والإعلاميين، وخيّرهم بين حياتهم أو التراجع عن نقد الإسلاميين والتعرض لهم، ونجح خلال 3 أيام فقط فى أن يجعل من نفسه «فزّاعة» لأهل الإعلام الذين كلما أراد أحد أن يجبرهم على الصمت الآن، يقول لهم: (اسكتوا وإلا جئنا لكم بالشيخ حازم)، مثلما كانوا يفعلون مع الأطفال الصغار، حينما يهددونهم بأبورجل مسلوخة، وأبوشوال، وأمنا الغولة وغيرها من شخصيات الرعب التى ابتكرها العقل الشعبى المصرى، لإخراس ألسنة الأطفال..

أحد أنصار الشيخ حازم قالها فى رسالة على بريدى الإلكترونى، تعليقا على حصار رجال أبواسماعيل لمدينة الإنتاج: (أهو جالكم اللى هيربيكم ياإعلام الكذب والضلال ياكارهى الإسلام.. اللى قدام المدينة ده قرصة ودن.. وإن أمر الشيخ فلن تدخلوها)، رجل الشيخ حازم، والشيخ حازم نفسه الذى يرسل تهديداته بهذا الشكل لأهل الصحافة والإعلام، لم يدرك أننا كبرنا، ولم تعد تجدى معنا حواديت «أبوشوال»، ولا «أبورجل مسلوخة» ،ولا «أبوإسماعيل»، ولا أولاده الذين لم تدفعهم تعاليم دينهم حتى هذه اللحظة لسؤال الشيخ حازم عن الأوراق التى قال إنها ستثبت براءته بشأن كذبة جنسية السيدة والدته رحمها الله.

أنا لا أصدق الشيخ حازم فكيف أصدق رجلاً كذب بشأن جنسية والدته، وتلاعب فى أوراق رسمية من أجل البحث عن منصب وسلطة وجاه، لا أصدق كلامه حول تطهير الإعلام وتنقيته، لأنه الرجل الأكثر ظهوراً فى كل الفضائيات، وتتضمن حلقاته المسجلة مع كبار المذيعين الذين يتهمهم الآن بالضلال، عبارات مدح وإشادة بأدائهم وصدقهم، وكيف أصدق اتهاماته لأهل الإعلام بالكذب والتضليل، وهو لم يمتنع ولو لمرة واحدة عن الظهور مع أحدهم بحجة كذبه، أو مشاركته فى تضليل الشعب؟، وكيف أصدق مايروجه عن كذب المذيعين وفسادهم، وهو الرجل الذى قال لكل مذيع جلس أمامه، «أنا سعيد بأنك سألت السؤال ده»، ولم يقل لأحدهم أنت فاسد أو مضلل أو كاذب أو تزور الحقائق؟!

الشيخ حازم ببساطة رجل محترف، لا يكل ولا يمل من البحث عن أفضل وأغرب وأعجب شباك، لكى يظهر منه لتحية الجماهير، كلما شعر بأن النسيان يقترب منه أو التجاهل السياسى يأكل من هيبته أمام أنصاره ومريديه.. وبمناسبة التجاهل والنسيان، فالرجل الذى اعتاد أن يكون محط الأنظار فى الشهور الأخيرة، وجد نفسه فجأة على رف الأحداث، بعيداً عن دائرة الاهتمام، فلا هو جزء من معركة جبهة الإنقاذ والرئيس والإعلان الدستورى، ولا هو جزء من الحوار الوطنى الذى أعلن الدكتور مرسى إجراءه فى القصر الرئاسى بحضور شخصيات مثل أيمن نور، وحاتم عزام، وكمال أبوالمجد وغيرهم..

اكتشف الشيخ حازم فجأة أنه خارج المعادلة السياسية الدائرة على الساحة الآن، فلجأ إلى مايجيد فعله.. التحريض والحشد، ولكى تكون العودة بقوة ولفت الأنظار بشدة، لم يجد أفضل من مدينة الإنتاج الإعلامى ليحاصرها، والصحفيين ليهددهم، ليضمن معركة تعود به إلى صفحات الجرائد الأولى، ويرسل إشارة لمحمد مرسى فى القصر، أنه قادر على تكميم وإرعاب هؤلاء الذين يكشفون ضعف الرئيس، وقلة حيلته، وجرائم جماعته فى حق المعارضين..

الأمر الأخير فى حدوتة اعتصام الشيخ حازم وأنصاره أمام مدينة الإنتاج الإعلامى يتعلق بالأولويات.. والمقصود بالأولويات هنا هو كيف وجد الشيخ حازم فى نفسه الجرأة لأن يدعو إلى حصار مدينة الإنتاج الإعلامى بحجة كذب الإعلاميين وضلالهم، بينما هو الرجل صاحب الكذبة الأشهر فى أيام مصر الأخيرة، تلك التى تخص جنسية السيدة والدته التى ملأ الدنيا صراخاً ونفياً لحملها الجنسية الأمريكية، وضلل العالم بأكمله بتقديم أوراق غير رسمية، ووعود غير مكتملة بالرد وإثبات صدقه، دون أن يظهر لنا حتى الآن من جانب الشيخ حازم وغيره ورقة واحدة رسمية، أو جواز سفر السيدة والدته، أو شهادة من السيدة أخته المقيمة فى أمريكا، تؤكد صدقه، وتنقذه من شباك تلك الكذبة التى نسجها حول عنقه.!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة