يقول أرسطو إن الإنسان حيوان سياسى.. وقد صدق ففى عالم الحيوان فقط لن تفهم لماذا تأكل القطة أولادها حينما تشعر بالخوف أو لماذا يأكل رئيس شعبه خوفا على استقرار الوطن وأمنه؟ فهل حافظت القطة على أولادها حينما قتلتهم أم أن أمان الوطن يتطلب استقرار الشعب فى القبور.. يجوز.. فالعلوم «الساسودينية» تطورت جدا وتوغلت فى الدراسات الإنسانية والاجتماعية لتكتشف نتائج مذهلة. فالجبنة النستو دليل خيانة عظمى بينما القريش والبراميلى رمز للتدين والالتزام وعلب الفول تمويل من الخارج بينما الفول «السايب» من الطاعة والإيمان.. واضح أن مشكلة الإخوان ليست مع المعارضين بل مع البقالين، أو أن هناك وللأسف اختلافا واضحا بين السلة الغذائية للطرفين لذا علينا أن نسألهم قبل الاعتصام أو التظاهر «ناكل إيه» حتى يفهموا أننا وطنيون موحدون بالله مثلهم أو يمكن أن نطلب «راحة غداء» وهم يعلقونا على أسوار الاتحادية، على أى حال كله لصالح الوطن كما تصر الجماعات الإسلامية فنهضة المائة يوم انتهت باحتفالية عسكرية وها نحن ندخل على مشارف المائة وخمسين ببوادر حرب أهلية ولا أعلم لو مر عام مع الإخوان هل ستظل مصر حرة مستقرة على بطنها كما يريدون أم حرة على حل شعرها كما يريدها الكفرة من أمثالنا، وهل سوء الفهم ناتج عن اختلاف العلام أم اختلاف اللغة أم اختلاف فى المفاهيم العفوية،، فحينما نتظاهر لنرفض ما جاء فى الدستور عن الحقوق والممارسات السيادية يسمعونها حقوق الشواذ والممارسات الجنسية وحينما نطالب بدولة مدنية لا دينية يترجمونها أننا ننشر الأديان الشيطانية وحينما نكلمهم فى الشرعية يصرون أنه شرع مش شرعية وأنه «دكر مش نتايه»، فهل مطلوب حوار سياسى عن بديهيات أولى ابتدائى.. ونكتب على السبورة أننا فى سنة 1434 هجريا أو 2012 ميلاديا وأن الرئيس ليس سادس الخلفاء الراشدين بل أول الرؤساء المنتخبين ولم يتم مبايعته بل تم تعيينه بعقد أربع سنين.. وأنه ليس حفيد عمر بن الخطاب أمير المؤمنين وإنما جاء من الزقازيق.. وأن الثوار المطالبين بالدولة المدنية وبالحد من السلطات السيادية لا هم عبدة شياطين ولا هم شواذ جنسيا.. هل علينا أن نناقش ذلك فى الحوار الوطنى هل مطلوب منا التوافق حول الجبنة النستو ومكانة الجبنة الرومى.. أم علينا أن نتصارح بأننا فى وضع جارح.. وأننا فى مجتمع سقط أغلبه تحت خط الفقر ويعيش نصفه فى عمى الجهل وسواد الأمية.. وأن الإخوان اختاروا اللعب والتأثير على هؤلاء إما بالعواطف الدينية أو التدفقات المالية أو بالخدمات الاجتماعية وحصلوا بهم على ما يريدون فى الاستفتاء والانتخابات، ثم صنعوا منهم ميليشيات وحشود ترهب المعارضين وتفزع التيارات السياسية.. قد لا أستطيع الآن الفصل فى هذا النزاع ولا أعرف هل سيجدى التصالح أم لا مفر من التناطح وكم يحتاج ذلك من تنازلات أو من شهداء ولكن الحقيقة المرة التى سوف نكتشفها كلما مارسنا الديمقراطية أن النتائج وخيمة وليست منطقية طالما يمكن التلاعب بجهل وفقر الأغلبية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة