من نفس قاموس نظام مبارك تحدث أول أمس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وبنفس مناورات النظام السابق أجرى رئيس الجمهورية حوارا مع مؤيديه، ليخرج لنا بقرارات لا تعالج الأزمة بل تفجرها.
حديث خيرت الشاطر تتأكد منه أنك أمام رجل لا يصدق أن شيئا فى مصر قد تغير، وأن ثورة قامت لتثبت أن مصر وطن للجميع وليس لجماعة الإخوان فقط ومن يدور فى فلكها.
يحدثك عن أن حجم المعارضة لا يتعدى ما بين 20 إلى 50 ألفا، فتتذكر على الفور ما قاله الدكتور على الدين هلال، يوم 26 يناير 2011، بأن المتظاهرين 30 ألفا من بين 80 مليون مصرى، وما قاله حبيب العادلى وزير داخلية مبارك يوم 23 يناير: «لم تهتز شعرة مسؤول واحد مما حدث فى تونس»، وكان ذلك استعلاء على درس سقوط ديكتاتور تونس على زين العابدين».
يحدثك خيرت الشاطر عن رصد جماعته للمؤامرات والتنظيمات وتسجيلات الهواتف من بعض رجال النظام البائد، وهو نفس الحديث الذى كان يستخدمه النظام السابق ضد معارضيه، وللمفارقة أن ذلك كان يتم ضد جماعة الإخوان نفسها باتهامها بتلقى أموالا من الخارج، ووجود تنظيم دولى لها يعمل من أجل الانقلاب على نظم الحكم.
يحدثك خيرت الشاطر بلغة استعلاء كما لو أن الشعب المصرى خاتم فى إصبعه، وهى نفس اللغة التى كان يتحدث بها نظام مبارك، وكان أحمد عز يشرف على تزوير الانتخابات وكأنه يحمل تفويضا من الشعب بذلك.
لا يصدق خيرت الشاطر غضب المصريين العام ضد حكم جماعته، فيحدثك عن أن %80 من المتظاهرين من الأقباط، مما يذكرنا باللعبة الطائفية التى كان ينتهجها النظام السابق من أجل استمراره.
تحدث «الشاطر» مستبقا حوار الرئيس مع مؤيديه، وكأنه بذلك يبعث برسالة إلى المجتمعين تفيد بأن قراراتكم هى ما نقرره نحن فى الجماعة وليس أحد غيرها، فيذكرك بما كان يفعله النظام السابق فى دعوته للحوار الوطنى، والتى لم تكن نتائجه تخرج عما يريده النظام.
خرج الحوار بنتائج أبقت الأزمة كما هى، فالاستفتاء فى موعده على الدستور رغم ما يحمله من عوار، وغزوة الصناديق قادمة، وهذا هو المخطط الأصلى الذى استهدفه الإعلان الدستورى الملغى والجديد، والمخطط الذى رسم له «الشاطر» بنظرية أن المعارضين من 20 إلى 50 ألفاً فقط.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ميمو
شكرا للكاتب على تحذيره الكبير ولكن هناك رسالة من الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح
عدد الردود 0
بواسطة:
مروان
لأ داعى للحشود سيدى الكاتب ولك رسالة من السيد عمرو موسى زميلكم فى الجبهة ؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر فى عيون العالم
Guten Morgen
عدد الردود 0
بواسطة:
سلامة
وماذا عن لغة كبير الليبرالية المصرية \ علاء الأسوانى ... ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
صباح الخير يابا الحاج
لم يعد الليبراليين مجرد مجموعات مشتته....اتحدوا فقهروا الاخوان والسلفيه
عدد الردود 0
بواسطة:
الربيع
الاخوان الفاشلون........عداوه الشعب تتزايد امامهم...مرسي رئيس فاشل بدرجه جيد جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
البرئ
الكتل الخرسانيه امام الاتحاديه تعكس مدي الزعر الذي يعيشه الشيخ مرسي
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
انتهى الكلام .. ما العمل ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
الباشا مهران
الى 8 - إعلاء دولة القانون فى فيما ذهبت إليه ... ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
ميمو
من سيحاسب أبو لهب الذى أحرق 30 مقر للحرية والعدالة فى زمن قياسى ؟