قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية رفع الإخوان المسلمون شعار «نحمل الخير لمصر» على أجنحة طائر النهضة، ومرت شهور طويلة ولم يأت الخير لمصر ولم نسمع لطائر النهضة أى «رفرفة» أو «وكوكة» فى سماء الوطن، واعترف خيرت الشاطر أنه طائر أسطورى مثل طائر «الرخ» لا وجود له سوى داخل عقول فنانى الكاريكاتير مثل طائر النهضة الذى لا وجود له سوى فى خيال الإخوان.
كما قلنا، جلس مرسى على كرسى الرئاس،ة ومرت الشهور مخلوطة بقرارات مرسى الغريبة وتردده وارتباكه الذى يدفعه لإصدار القرار ليلا ثم تعطيل العمل به صباحا مثلما حدث مع قرار غلق المحلات وعودة الدورى، وأخيرا قرار رفع الضرائب والأسعار فى إشارة إلى ارتباك رئاسى واضح أو إلى وجود أكثر من جهة تتنازع مسألة اتخاذ القرارات داخل القصر الذى يبدو أن الدكتور مرسى لا يستطيع حتى هذه اللحظة أن يحكمه أو أن يملأ عيون العاملين به أو المقربين منه سياسيا أو إخوانيا، لنكتشف جميعا أن أصل وحقيقة شعار الإخوان «نحمل الخير لمصر» هو «نحمل اللخبطة والدم لمصر».
عدم قدرة اتخاذ قرار والدفاع عنه بالمنطق والقانون كارثة وفضيحة إدارية وسياسية، وحينما يخص الأمر رئيس دولة تتضخم الفضيحة وينكشف معها أن من تقدم لحمل المسؤولية أضعف وأقل حيلة من أن يكون «أهلا» لها، ومنذ شهر تقريبا كتبت فى نفس المكان قائلاً: إن إدارة شؤون الدولة فى القصر الرئاسى تتم على طريقة «الريس حنفى» الذى يتخذ القرار ويتراجع فيه سريعا مع كل صرخة تصدر عن سيدة البحار «أم حميدة» فى دلالة على ضعف الريس حنفى وخضوعه لجماعته.
وحتى لا يقول أحد أيا من هذا الكلام الخائب الخاص بالتعجيز والمؤامرة، لابد أن يعلم الجميع أن خطة إفشال وتعجيز محمد مرسى والقضاء على المشروع الإسلامى موجودة بالفعل ولكن يتم وضعها هناك داخل أروقة مكتب الإرشاد ووزارات الدكتور هشام قنديل وبين جدران القصر الرئاسى وعلى مكتب السيد الرئيس ومائدة اجتماعاته بمستشاريه ومعاونيه.
فلا أحد ولا حتى إبليس بذاته كان يمكنه أن يصيب هيبة محمد مرسى بالضرر والتآكل والضياع مثلما فعلت حكومة قنديل بتصريحات وزرائها المتضاربة، أو مثلما يفعل الرئيس نفسه بتصريحاته المثيرة وأفكاره الغريبة وقراراته التى يتخذها ثم يتراجع عنها فى أقل من 24 ساعة تحت ضغوط بحيث يوحى تراجعه بأنه أضعف من أن يتحمل ضغطا أو يواجه معارضة.
وحتى لا يشعر الرئيس أنه وحيد فى محنته وتردده وعدم قدرته على اتخاذ قرارات ودراستها والدفاع عنها، ننبه سيادته إلى ضرورة أن يقرأ ليعرف أن القرار طبقا لكتب العلوم الإدارية والسياسية هو: «اختيار إجراء معين لمواجهة مشكلة ما»، وأنواع القرار تنقسم إلى:
قرارات الفعل مثل: المبادرات - تنفيذ الاستراتيجيات الكبرى- للاختبار «جس النبض»، قرارات للاستعراض أو «الردع»، قرارات الغرض منها إيصال رسالة إلى الطرف الآخر المعنى، وهناك قرارات رد الفعل، وقرارات الامتناع عن الفعل وهى أحيانا تكون امتناعا عن ضعف أو امتناعا عن قدرة «استهانة بالطرف المقابل» أو للتريث.
ولاتخاذ القرار، ياسيادة الرئيس، عدة مراحل لابد أن تذاكرها جيداً قبل أن تتورط أو يورطك أحدهم فى كارثة جديدة وهى: مرحلة تحديد الهدف، ثم مرحلة جمع المعلومات، ثم مراجعة الإمكانيات المتاحة، ثم عرض ومناقشة الحلول والبدائل والنتائج المحتملة، ثم ترجيح أحد الحلول.. وهل توجد إمكانيات لتنفيذه، ثم مرحلة إصدار القرار.. وتحديد من يصدره.. وفى أى وقت.. وهل يكون واضحا أو غامضاً.. وأخيرا مرحلة مراقبة المنفذين.. وجمع ردود الأفعال.
ذاكر جيدا يادكتور مرسى لأن الحاكم المتردد يلقى الخوف فى قلب الرعية قلقا على مستقبلهم ومستقبل أولادهم.. ذاكر قراراتك جيداً يا دكتور مرسى لأن مصر أكبر من أن يكون رئيسها نموذجا مكررا من أسطورة الريس حنفى وكلمته التى كانت تنزل الأرض دوما إذا اعترضت الست «أم حميدة» سيدة البحار!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة